Saturday 13 August 2011

دعوة المسيحية إلى العقل

بقلم: ميشيل كيلو

صحيفة السفير ١٣آب ٢٠١١


يبدو أن الخراب صار عاما إلى الدرجة التي تجلعنا نغادر ونحن سعداء خير ما كان في حياتنا من عادات وتقاليد تضامنية ومفيدة في طفولتي الأولى، اصطحبني والدي من القرية التي كان يخدم فيها كدركي إلى اللاذقية.

خلال سيرنا في الشارع، كنت ارتبك واخف عندما يترك يدي أو تمر واحدة من السيارات، النادرة جدا تلك الأيام.

وبينما نحن على هذه الحال، بدأ الخلق يغلقون حوانيتهم ويقفون أمامها لتلاوة الفاتحة، بينما كان المسيحيون يرسمون إشارة الصليب، ووالدي يقف باستعداد رافعا يده نحو رأسه بتحية عسكرية نظامية، بعد أن جمع قدميه بعضهما إلى بعض في وقفة انضباطية رسمية. بعد مرور الجنازة، علمت أن المتوفى كان رجلا يهوديا من آل شيحا، الأسرة المعروفة والمحترمة في لاذقية ذلك الزمن، رغم أنه لم تكن تفصلنا فترة طويلة عن مأساة فلسطين وتخلي الصهاينة العرب عنها للصهاينة اليهود .

… واليوم، تعقد في مكان محدد من دمشق حلقات رقص ودبكة وغناء، يمجد خلالها النظام القائم وتعظم رموزه، مع أن رائحة الموت تزكم أنف سوريا من مكان الرقص السعيد إلى أبواب بيوت وأحياء كثيرة يقتلها الحزن. ما الذي جرى للناس ولسوريا، حتى انقسمت إلى هذا الحد، وفقد بعض ناسها الشعور بالتضامن مع غيرهم؟ ممن يطلبون شيئا يريدونه للجميع، يفتقر إليه السوريون - بمن فيهم هؤلاء الراقصون في حضرة الموت - هو الحرية، ويعلنون في كل مناسبة أنهم يرون حتى في الراقصين أخوة لهم، وأن حريتهم هم أيضا، يجب أن تكون مضمونة بقوانين الدولة المدنية الديموقراطية، التي تستحق أن يضحي المرء من أجلها؟ أين كنا وأين صرنا؟ هذا الذي قلته هو مجرد مدخل إلى المسألة التي أريد مناقشـتها.

صحيح أن الراقصين يمثلون أنفسهم فقط، بدليل أن هناك نيفا وستين صبية وشاباً مسيحيين اعتقلوا خلال الأسبوع الفائت وحده في حي باب توما، حيث يرقص هؤلاء.

وصحيح أن الراقصين أحرار في أن يحبوا ويكرهوا من وما يريدون، لكن موقفهم يتحول إلى مشكلة بقدر ما يوهم بأنه يعكس حصة المسيحية السورية الرسمية من الأحداث العربية عموما والحدث السوري بوجه خاص، ويعد خروجا على تقاليد مجتمع يحترم الموتى، بغض النظر عن دينهم، وضربا من سلوك غير إنساني يصل إلى حد الرقص على جثث الآخرين، لمجرد أنهم ليسوا من طينة الراقصين، أو لأن هؤلاء يرفضون مواقفهم، مع أن بينهم ضحايا يجب أن يمتنع الراقص عن إبداء سعادته لمقتلهم هم جنود الجيش وعناصر جهاز الأمن!.

هل فاتت الراقصين هذه الحقيقة، وهل فات من يستطيعون التأثير عليهم أن رقصهم قد يفضي إلى مزيد من القطيعة والعداء بين مكونات الشعب الواحد، التي عاشت متآلفة متآخية على مر تاريخ يمتد لنيف وألف وخمسمائة عام، احترم المسلمون خلالها الوجود المسيحي في دياره، وحموه ودافعوا عنه، واعتبروه جزءا من ديانتهم الخاصة ووجودهم الثقافي والحضاري، ومكنوه من تجاوز محن وتحديات تاريخية هائلة الخطورة كالحروب الصليبية، التي دأبوا إلى اللحظة على تسميتها «حروب الفرنجة « لفصلها عن الدين المسيحي، وكالاستعمار الأوروبي، الذي لعب التبشير الديني دورا تمهيديا خطيرا في الإعداد له، ودورا لا يقل خطورة في ديمومته وسطوته، بينما لعب المسيحيون العرب، بالمقابل، دورا لا يقل أهمية في بناء وتوطيد الدولة العربية / الإسلامية، وفي التأسيس الفكري والمعرفي للثقافة التي عرفتها حقبة الازدهار التي أعقبت انتشار الدين الحنيف في أرض العرب.

في حين بلغ التسامح المتبادل درجة جعلت الفهارس العربية، التي تحدثت عن علماء المسلمين، تبدأ بأسماء بن بختيشوع وحنين ابن إسحاق وسواهما من علماء الدولة والحضارة المسيحيين، من دون أن يجد مسلم واحد غضاضة في ذلك أو يسجل التاريخ أن أحدا من المسلمين اعترض على اعتبار هؤلاء العلماء المسيحيين مسلمين .

كان المسيحيون جزءا من الجماعة العربية / الإسلامية، ولأنهم رأوا أنفسهم بدلالتها، وليس بأية دلالة سياسية ضيقة، تمكنوا من لعب دورهم في حاضنة واسعة وعامة اعتبرتهم جزءا تكوينيا من نسيجها، لا حياة لها بدونهم، وبالعكس، لذلك حرصت عليهم وأبقت على إيمانهم، الذي لم يحفظ التنوع داخلها وحسب، بل وازدهر أيضا بفضل التكامل والتفاعل مع مكوناتها الإسلامية وغير الإسلامية.

بكلمات أخرى: لم تكن الجماعة - الأمة - المسلمة ترى الآخر في مسيحييها، بل كانت ترى نفسها فيهم أيضا، فهم هي، في صيغة خاصة، مغايرة. وكل مساس بهم يعد مساسا بوجودها وتكاملها وطريقتها في العيش، كما في تسامحها، الذي كان معياره الرئيس الموقف من المسيحيين وديانتهم.

بينما استعرت في الوقت على جبهات التنوع الإسلامي الخاص صراعات قاسية لم تعرف التسامح في أحيان وحالات كثيرة.

بدورهم، اعتبر المسيحيون أنفسهم جزءا تكوينيا من جماعة تاريخية سابقة للدولة والسياسة، فلم يروا حقوقهم بدلالتهما، لأن الجماعة نفسها لم تكن تنكر عليهم حقهم في الصعود والارتقاء داخلها، دون تمييز اجتماعي أو أخلاقي، حتى أنها سمحت لهم في بعض الحالات باستثناءات تتعلق بدورهم العسكري في الدولة، الذي كانوا عادة وتقليديا بمنأى عنه .

هل فقد مسيحيو العصور الحديثة هذا الدور وتحولوا من جزء في جماعة تاريخية إلى جزء من سلطة طارئة وعابرة، فبدلوا دورهم وغربوا أنفسهم عن حاضنتهم المجتمعية، التي كانت السلطة من خارجها معظم الوقت؟ وهل يعبر الرقص الحديث عن هذا الموقف بالطريقة الفظة التي يتقنها منخلعون عن الواقع يجهلون أو يزدرون تاريخهم، يظن من رباهم كنسيا على عنصرية دينية قاتلة أنهم يجب أن يكونوا كأسلافهم خدما للسلطة، وأن عليهم تمضية أعمارهم في اتقاء شرورها وخطب ودها ولعق قفاها؟ إذا كان هؤلاء قد أصبحوا جزءا من الســلطة، فما هي المزايا الـتي عادت عليهم من لذلك؟ هل يبرر التحاقهم بالسلطة انفكاكهم عن الجماعة التاريخية، التي لطالما انتموا إليـها وتكفلت باستــمرار وجودهم بينها، وبتمتعهم بقدر كبير من الحرية الدينية والمدنية، علما بأنها هزيمتها على يد السلطة الحالية ليست غير ضـرب من المحال أو من المصادفات العابرة؟ هل وازن هؤلاء بين الربح والخسارة، وقرروا الرقص على جثث الجماعة؟ وفي هذه الحـالة، ألا يرون ما وقع للمسيحيين في العراق، حيث كان ارتباطهم بالسلطة المسوغ الذي استخدمه مجانين الإسلاميين للقــضاء على وجودهــم في بلاد الرافدين؟ وهل فكر المسيحيون بالمعنى التاريخي الهائل للتغيير الذي يشهده العالم العربي الآن، وبانعكاساته على الجماعة التي ينتمون إليها وعليهم هم أنفسهم، ويرجح أن تعقبه حقبة نهوض غير مسبوقة ستبدل أوضاع المجتمعات والدول، ستكون قيمها متفقة لأول مرة في تاريخنا مع القيم التي يقوم عليها العالم الحديث، وستتيح مصالحة تاريخية تطوي صفحة الصراع بين عالمي الإسلام والمسيحية الأوروبية، الذي بدأ عند نهاية القرن السابع الميلادي واستمر إلى اليوم، دون أن يتأثروا هم بنتائجه، مع أنه شهد مراحل حلت خلالها هزائم جسيمة بالمسلمين؟ يبدو أن الكنائس المسيحية لا تفهم ما يجري، ولا تفكر بلعب أي دور جدي فيه، وأنها تفوت السانحة الفريدة على الجماعة التي تنتمي إليها، وهي في غالبيتها من المسلمين، وعلى نفسها، وتفضل البقاء حيث هي: إلى جانب الظلم والاستبداد، والرقص على أشلاء الأموات المظلومين.

والآن، وبما أن الدين ليس ملك الكنيسة، التي تبلد شعورها وفقدت علاقتها مع الواقع ومع حساسية المسيحية الإنسانية، ولأن للعلمانية الحق في ممارسة وفهم الدين بالطريقة التي تريدها، خارج وضد الكنيسة أيضا، فإنني أدعو العلمانيين من مسيحيي المولد إلى فتح نقاش أو عقد ندوة حول موضوع وحيد هو سبل إعادة المسيحيين إلى موقعهم الصحيح من الجماعة العربية / الإسلامية، وإلى دورهم الثقافي / المجتمعي في خدمتها، بعيدا عن أية سلطة غير سلطة الجوامع الإنسانية والمشتركات الروحية والمادية التي تربطهم بها، في زمن التحول الاستثنائي الذي لا سابقة له في تاريخ العرب، ويمثل فرصتها لامتلاك وبناء الدولة التي تعبر عن حريتها وحضورها في شأن عام عاشت المسيحية فيه وبفضله، لأنه كان مرتبطا بالدولة في مفهومها المجرد والسامي، ومنفصلا عن شأن سلطوي استبدادي الطابع والدور، مما حمى المسيحية من شرور وبطش السلطوية وغرسها بعمق حاضنتها الطبيعية، المستقلة نسبيا عن السلطة والسياسة، بفضل الإسلام وفضائه الإنساني:

المتسامح والرحب .

إذا كان العلمانيون في الدول العربية المختلفة يدركون أهمية هذا التحول التاريخي، الذي يجب أن يرد المسيــحية إلى مكانها الصحيح من مجتمعاتها، فإن واجبهم يكون المبادرة إلى فتح هذا النقاش أو عقد هذا المؤتمر الذي لا بد أن يضم ممثلين عنهم يلتقون في بيــروت أو القاهرة، يتدارسون خلاله كل ما هو ضروري لرد المسيحية إلى موقعها التاريخي كجزء من المجتمع العربي / الإسلامي، يخوض معاركه ويشاركه مصيره، يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، ويرفض اعتبار نفسه جزءا من سلطاته أو خادما لديها، فيتقاسم مع مواطنيه أقدراهم، سهلة كانت أم صعبة.

بغير ذلك، لن تبقى المسيحية في هذه المنطقة، وسيكون مصيرهم كمصير النظم التي يخدمونها:

على كف عفريت، خاصة إن انتصرت بالفعل جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، التي ينتحرون اليوم انتحارا مؤكدا لشدة خوفهم غير المبرر منها، ولا يجدون طريقة يردون مخاطرها بواسطتها عن أنفسهم غير الارتباط المجنون باستبداد يعلمون تماما أنه إلى زوال مهما طال الوقت، وأن طريقهم إلى التوطن في قلوب وعقول مواطنيهم لا يمكن بحال من الأحوال أن يمر من خلاله أو على جثث ضحاياه .

باختصار شديد: إما أن تغير الكنيسة مواقفها وتعود ثانية إلى كنف مجتمعها العربي / الإسلامي، أو أن يؤسس العلمانيون كنيسة مدنية تأخذ المسيحيين إلى حيث يجب أن يكونوا، مواطنين حريتهم جزء من حرية مجتمعهم وفي خدمتها.

وللعلم، فإن التاريخ لن ولا يجوز أن يرحم أحدا:

كنسيا كان أم علمانيا، إن هو وقف جانبا، أو رقص على جثث من يموتون من أجل حريته!

Monday 8 August 2011

نحن التاريخ

دي تسايتDie Zeit  
العدد 32 / 2011
بقلم: يان روس
هل فشلت الثورة العربية؟ هراء. الأمر يحتاج فقط إلى الكثير من الصبر حتى تنتصر الحرية

انتهى الربيع العربي. هل انتهت الثورة أيضا؟ أصبح كل شيء فجأة عسيرا على الفهم و مربكا بين التدخل في ليبيا، وبيع الدبابات الألمانية إلى المملكة العربية السعودية، وحرب المواقع الدموية التي يشنها النظام السوري ضد شعبه. في مصر، تجابه المعارضة القيادة العسكرية، و المعارضة الإسلامية تقف ضد المعارضة الليبرالية، والمعارضة الإسلامية المتشددة تقف بمواجهة المعارضة الإسلامية المعتدلة. فقدنا النظرة الشاملة للوضع: هل مقترحات العاهل المغربي الإصلاحية خدعة أم خطوة إلى الأمام؟ وما نوع الفوضى التي تسود في بلد الفوضى، اليمن؟ تبدو الثورة كما لم تكتمل بعد، أجهضت و تعثرت. حركت صور المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير في القاهرة مشاعر العالم كله تقريباً كما حركته صور سقوط جدار برلين. هل استعجلنا الأمر؟ هل بالغنا في تقديرنا للثورة؟ هل خيبت أملنا، أو هل انتهت بالفعل؟ أسئلة صعبة، و لكن علينا ألا نتجنب طرحها. لم يتوقف أي شيء. تحدث أشياء كل يوم ترينا واقعاً جديداً لا يمكن إيقافه في الشرق الأوسط. الثورة "جزيئية" كما كانت دائماً عبر التاريخ.
المودعون يسحبون أموالهم من المصارف السورية و يحولونها الى بيروت أو اسطنبول. يعني ذلك، تصويتا اقتصاديا بحجب الثقة عن نظام الرئيس بشار الأسد، الذي ما زال يأمل في إنقاذ هيمنته باستخدام الدبابات والقناصة. أصيب كذلك، مواطنو إمارة قطر الخليجية بالعدوى، ليس تماماً على شكل الثورة، بل على شكل احتجاج استهلاكي، كنوع من العصيان المدني ضد شركات الهاتف الخليوي في بلدهم، فقاموا بإطفاء جماعي لهواتفهم المحمولة لمدة ساعة، لإجبار هذه الشركات على تخفيض أسعارها و تحسين خدماتها. أما طالبات كلية الطب في مصراتة، المدينة الليبية التي تقاوم جحافل نظام القذافي منذ أشهر، فتكافحن من أجل حقهن بتحصيل الخبرة العملية عند سرير المرضى أسوة بزملائهن الشباب. حق لهن، فرضه الواقع تقريباً بسبب الحصار، و الحاجة المستمرة لهن لإسعاف الجرحى. المنطقة بكاملها مليئة بقصص الفضول و القلاقل، و أيضاً بروايات الفشل و الألم، كما نرى من خلال آلاف الضحايا الذين سقطوا على الأغلب، ضحية لصراع النظام السوري من أجل بقائه. مع ذلك، لا يمكن لأحد أن يجادل في أن العالم العربي في صيف 2011، يختلف بشكل جذري عنه في صيف 2010. كلا، لم نبالغ بتقدير الثورة بأكثر مما تستحقه. لكننا، أجرينا بشأنها مقارنة تاريخياً مضللة، مقارنة تعطيها حقها من حيث شدتها، لكنها تبخسها حقها من حيث طبيعتها. حدث ذلك، عند مقارنتها مع ثورات 1989، الشبيهة بانهيار البيوت المبنية من أوراق اللعب، التي ميزت انهيار النظام الشيوعي في أوربا: اليوم في وارسو، غداً في بودابست و براغ، من ثم برلين الشرقية فبوخارست، و انتهاءً بموسكو. الثورة العربية التي انطلقت في منطقة يعيش فيها 350 مليون إنسان إلى موعد لقائهم التاريخي مع الحرية، هي بالفعل أهم حدثٌ جرى على وجه الأرض منذ انهيار المعسكر الشرقي وقوة الاتحاد السوفييتي العالمية، و معهما انهيار الأيديولوجية الماركسية اللينينية. لا تتبع الثورة العربية نمط 1989، الذي لم يكن في واقع الأمر ثورة نمطية على الإطلاق. بل كانت أكثر من ذلك استثناءً صارخاً.نحن نتجاهل هذه الحقيقة بسهولة، لأن تلك كانت ثورتنا. عاشها منا الذين هم الآن في منتصف أعمارهم أو في الشوط الأخير منها بوعي كامل، و يقارنون تلقائيا كل تقلب تاريخي بها. في واقع الأمر، كان وضع شعوب وسط أوروبا و أنظمتها في تلك الحقبة، فريداً للغاية: رؤية للعالم لم يعد أحد يؤمن بها الآن، ونظام سياسي بديل كان جاهزاً يومها في الغرب، و اتحاد أوروبي لم يكن بانتظار أعضاء جدد يستقبلهم، بل كان بانتظار العائدين إليه. كل هذا، يفسر السقوط المدوي وإعادة البناء السريعة. كما يفسر خيبة الأمل التي تصاحب مقارنة هذا النجاح السريع بأي فشل آخر. يتعين علينا بالأحرى، مقارنة الثورة العربية بحدث مناسب أكثر للمقارنة، وهو مع الثورات الأوربية التي حدثت في القرنين الثامن و التاسع عشر. بدءا من ثورة 1789 في فرنسا، إلى ثورات 1848 التي هزت أوربا، عندما انتفضت القارة بأكملها ضد الحكم الأجنبي و القمع الحادث في فرنسا، و ألمانيا، و بولونيا، و النمسا، و المجر، و إيطاليا. تلك كانت ثورات ثارت فيها البورجوازية، أي"الطبقة الثالثة" من "غير النبلاء"، ضد السلطة المهيمنة، و امتيازات الملكية، والطبقة الأرستقراطية، و ضد الكنسية. تلك هي الآن، حال الطبقة الوسطى المتعلمة العربية، و حال الجماهير المحبطة التي تثور على إقطاعيات القرن العشرين، وعلى جماعات المتسلطين الفاسدة. كافحت الثورات الأوربية من أجل تحقيق الرأسمالية، و المجتمع الليبرالي، و دولة القانون، و الديموقراطية. هذا هو ما يحدث الآن في العالم العربي بهدف الالتحاق بركب القرن الحادي و العشرين. الحاسم في الأمر: هو أن التاريخ الثوري في القرن التاسع عشر، كان عملية مضنية طال أمدها، و منيت بالعديد من النكسات، من ثورات تم القضاء عليها، وانتصارات منيت بالخسارة بسبب التطرف أو الجبن الذي أصابها. وتمت إعادة تنصيب أنظمة ملكية قديمة بواسطة انقلابات حدثت، أو نتيجة تدخل أجنبي. يومها، أرادت الدول الرجعية كبروسيا، و النمسا، و روسيا، إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بعد هزيمة نابوليون النهائية في الحروب الأوربية عام 1815، و نفيه إلى جزيرة القديسة هيلانة في المحيط الأطلسي . هذا الذي نصب نفسه إمبراطورا، لكنه كان مع ذلك، ما يزال يجسد بقايا من روح الثورة الفرنسية. كان هؤلاء يريدون إعادة فرنسا و القارة برمتها إلى الوقت ما قبل عام 1789. الأمراء الذين تمت إزاحتهم من قبل، أعيد تنصيبهم على عروشهم،. صاحب ذلك، ترسيخ الدولة الأمنية، وجواسيسها، وبصاصيها، و إرساء القمع فيها . لكن أهم ما في النقطة الثانية أن ذلك لم ينجح فعلاً. أدت إعادة النظام الملكي إلى قمع القوى الثورية لفترة، لكنه لم يكن قادراً على خنقها. كذلك، لم يستطع هذا "الترميم" إرجاع الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. لم تعد فرنسا في عام ١٨٢٠ لما كانت عليه عام١٧٨٠. أصبحت واجهة لنظام سياسي كرتوني متقادم، يكمن وراءه بناء اجتماعي متجدد. تحول المجتمع بسرعة كبيرة إلى مجتمع "برجوازي"، حتى وإن استمر العديد من النبلاء يتمشون في أروقة الأغنياء الجدد، شامخين بأنوفهم تعالياً. تمت مراقبة الصحافة والتضييق عليها، لكنها بقيت تتقدم مع ذلك بقوة، ولم يكن بالإمكان القضاء عليها، كما يحصل الآن في العالم العربي عندما يظن أي ديكتاتور عربي أن بإمكانه التخلص من الإنترنت. حاول الماضي أن يقاوم، لكن لم يكن ما قام به سوى معارك إعاقة، إذ لم يعد بالإمكان كبح اندفاع تيارات الأعماق التاريخية نحو المستقبل. يجب أن نأخذ بعين الاعتبار، كل هذه الأزمات المتشابكة العديدة التي حصلت، وخاصة تلك النزعة الجامحة نحو التطور، كي يمكننا تقدير فرص نجاح الثورات العربية بشكل واقعي. لا يمكن بشكل قاطع، توقع نجاحات أكيدة على المديين القصير والمتوسط. إذ، لا يمكن فقط قمع الانتفاضات كما حدث في البحرين بمساعدة الدول الخليجية المجاورة، بل يمكن أيضا انتزاع النصر من ثورات كانت منتصرة. عاش لبنان عام 2005، حركة احتجاج ديمقراطية إثر حادث الاغتيال الفظيع لرئيس وزرائه السابق. نجحت تلك الحركة في طرد روح الخوف من ثقافة البلد السياسية، كما تم التخلص من تسلط الجار السوري الظلامي في شؤون الدولة اللبنانية. بدا وكأن البلد تحرر تماما وبعث من جديد. قدمت يومها ساحة الشهداء التي تجمع فيها متظاهرو بيروت نوعاً من الرؤية المستقبلية لما حصل لاحقا في ميدان التحرير في القاهرة. لكن، ظفرت سوريا و أعوانها اللبنانيون و إيران، القوة العظمى الحليفة في آخر المطاف، وأعادوا لبنان إلى حالة العجز السياسي السابقة. فشلت ثورة الأرز، وهو مصير قد يهدد أيضا الثورات العربية لعام 2011. لا خوف تقريباً على تونس و مصر، بلدي الطليعة في الثورة العربية، من التدخل الخارجي، لكن يبقى الاستيلاء على الحكم من قبل قواتهما المسلحة وترسيخ ديكتاتورية عسكرية فيهما خطر داهم. مع ذلك، أصبح احتمال عودتهما إلى حالتهما سابقا، بعيدا كبعد عودة النظم البائدة في أوربا القرن التاسع عشر. بل يتوقع، في حال حصول انعطافات حادة في سياسة الحكم المصرية، أو في حال قيام ثورة مضادة، أن تندفع الجماهير مجددا إلى ميدان التحرير في القاهرة، تماماً كما فعلت ضد مبارك. حتى وإن حصل ذلك، فلن يعني ذلك العودة إلى نقطة الصفر، إلى وضع كما كان سائدا إبان النظام السابق، لأن الشعب لم يعد كما كان عليه: فقد سبق واختبر الشعب مقدار قوته، وأركع الحكام مرة، وحتماً سيجد طريقة لفعل ذلك مرة أخرى. ليست هذه الثورة متعلقة فقط بتغير موازين القوى فحسب، بل هي متعلقة كذلك بتغير الناس، بتحررهم من سلبيتهم التي امتدت لعقود، وبتغلبهم على خوفهم، و استرجاعهم لذلك العنصر الأساسي، الذي كان القاسم المشترك والأساس لكل الثورات في عام 2011: الكرامة، وهذه لا يمكن لأحد أن ينقلب عليها. لذلك، و في هذه الحالة أيضاً فإن المعطيات الأساسية تقف إلى جانب الثوار، تماما كما كان الوضع عليه عندما صعدت البورجوازية وانتصرت الحداثة في أوربا. عالم الاجتماع الفرنسي ايمانويل تود، الذي توقع، من خلال رؤيا تثير الرعشة، سقوط الاتحاد السوفياتي، ثم الأزمة الحادثة في الولايات المتحدة، وأخيرا الثورة التقدمية في العالم الإسلامي، لاحظ ما يلي: أنها بالرغم من كل تخلفها، فإن المجتمعات العربية-الإسلامية كانت تسير على درب الحداثة منذ زمن بعيد، بموازاة مع زيادة في مستويات التعليم، وانخفاض في معدلات الولادة. كما أصبحت متطلبات هذه المجتمعات أكبر، وتبدلت فيها العلاقات القائمة بين الرجال والنساء؛ ولم يعد الأولاد الذين حصلوا على درجات تعليمية، يتقبلون فكرة تفوق أهلهم الأميين عليهم. في الظاهر، كان يبدو كل شيء محافظاً و أبوياً كما في السابق، لكن سلطة الآباء التي هي تجسيد لكل السلطات، بدأت بالفعل تتضعضع بمواكبة باقي السلطات. يتابع تود قوله، إن استطاعة المرء القراءة و الكتابة لا يمكن أن تبقى بدون عواقب على المجتمع والدولة. يمكن للمرء عندئذ قراءة المنشورات وفهمها، أو حتى كتابتها. تصبح المشاركة السياسية في هذه الحالة عملية طبيعية. ويتابع تود مقارنته مع تاريخ أوروبا، قائلا: اندلعت الثورة الفرنسية عندما كان بإمكان خمسين في المئة من الناس في الحوض الباريسي الكتابة. لذا، هو لا يجد التغيرات الحادثة حاليا، بطيئة تدعو إلى خيبة الأمل، مقارنة بما حصل آنذاك، بل على العكس. فرنسا، التي كانت الدولة الأكثر تقدما في القارة، احتاجت الى نحو قرن من التشنجات السياسية الرهيبة، حتى تسنى لها إنشاء تلك الجمهورية البرجوازية المستقرة إلى حد معقول، والتي كانت بالأصل هدف ثورة 1789. بالمقارنة مع ذلك، تبدو العملية الانتقالية الحالية في المجتمعات العربية-الإسلامية، مكثفة إلى حد بعيد، و ثقتها في وجهتها أكيدة بشكل مدهش. لا توجد حاليا دولة عربية معزولة إلى الحد أن مواطنيها يجهلون فيها كيف يعيش المرء بشكل محترم في القرن الحادي و العشرين، و كيف على دولة محترمة أن تتعامل مع مواطنيها. هناك الآن معايير عالمية تتعلق بأمور مختلفة، تمتد من كيف يجب أن تكون عليه الكفاءة الاقتصادية، إلى حقوق الإنسان التي لا يمكن تجاوزها بلا اعتراض، وهي التي تحدد الآن وجهة الحركات الاحتجاجية. يمكن للمرء أن يفكر، من أنه يحتاج قبل كل شيء إلى الشجاعة في الثورات، وهي عنصر بالطبع فائق الأهمية. لكن الأهم منها، هو الصبر – بدءا من ممارسة كيفية حبس النَفَس في الصراع مع النظام، إلى رباطة الجأش التي يجب أن يتحلى بها الشعب بعد انتصار ثورته، في تحمل تبعات العهد الماضي العديدة، وإمكانية استمرار بقاء الفقر وانخفاض مستويات المعيشة في مرحلة أولى، والتي ستكون أسوأ وليس أفضل. على الشعوب العربية في الشهور القادمة، أن تحشد كامل جَلَدها و قدرتها على التحمل. أما نحن، الذين بإمكانهم المساعدة في أحيان قليلة، وغالبا ليس بإمكاننا سوى مشاهدة ما يحدث، يتوجب علينا على الأقل كنظارة، أن نساهم بتواضع في هذا الصبر الثوري.

ترجمة: د. فراس الصالح
تنقيح: د. علي الصالح

Sunday 7 August 2011

حلب - سلسلة شهادات - الحلقة 2

القراء , استكمالا لما نشرناه يوم أمس عن الحراك في حلب , نضع بين ايديكم ما وصلنا اليوم من حلب

----------------------------------------------------------------------------------------------------------


حلب 4\8\2011

تقدم ملحوظ في الحراك الحلبي ...ـ

منطقة صلاح الدين : ليلة البارحة خرج السكان  بفكرة رائعة استكمالاً لفكرة الخروج المتعدد من المساجد. فقد قام المتظاهرون بالخروج من ثلاث مساجد دفعة واحدة ما كان خلافاً لتوقعات عناصر الامن والشبيحة بسبب تعدد أسماء المساجد المطروحة , ويجب علينا التنويه الى أن خروج  منطقة معينة لا يكون محصوراً بسكان المنطقة فقط , و رداً على كل مشكك, إن المتظاهرين هم من عدة مناطق ويختارون صلاح الدين كمثال , لتوفر الحماية من قبل السكان أنفسهم.
وما شهدته ليلة البارحة أحداث صلاح الدين من عنف واجرام كان مضاعفاً بشكل كبير فقد تسلح الشبيحة بالسيوف اضافة لهراواتهم والمسدسات الموزعة عليهم وسجل عدد من الاصابات المتوسطة الى الخطيرة .

إليكم قائمة بالمناطق التي تخرج بشكل يومي في حلب منذ بداية شهر رمضان :ـ

صلاح الدين
سيف الدولة بثلاث مناطق ( أول الخط – خلف جامع أمنة بنت وهب – نزلة الزبدية )ـ
حلب الجديدة بمنطقتي ( جنوبي – جامع الشيخ عمر – دوار الموت )ـ
الشهباء الجديدة ( خلف مبنى يسوع العامل )ـ
الجزماتية
الصاخور
باب الحديد
المرجة
غربي الزهراء
تخرج المظاهرات يوميا في رمضان من هذه المناطق وتتراوح أعداد المتظاهرين بين ال300 وال400 متظاهر واليوم أبرز ماشهدته حلب هو خروج التظاهرة من حي الزهراء وهو أحد الأحياء البعيدة عن مركز المدينة .


 شبيحة الحق

مازالت الأنباء تتوارد من أكثر من مصدر عن انقلاب بعض الشبيحة التابعين لعائلات معروفة في حلب كعائلة البري ليصبحوا شبيحة الثورة أو شبيحة الحق وذلك أثر احتكاكهم مع بعض العائلات التي استطاعت أن تؤثر على توجههم.
 حدث الانقسام في بيت البري منذ شهر تقريباً واليوم زاد عدد المنقلبين وقدموا موقفاً جميلاً بوقوفهم داخل منطقتهم (المرجة)لحماية المتظاهرين وكان وقوفهم أمام بعض أقاربهم في نفس التظاهرة ,إنها بوادر الخير تبشرنا بلحمة وطنية وصحوة لا يأس منها بعد الآن

حلب - سلسلة شهادات - الحلقة 1

القراء , هذه الشهادة وصلتنا من حلب بواسطة أشخاص ثقات , نتحفظ على هوياتهم في الوقت الحالي , ونضعها بين ايديكم كما وصلتنا .
------------------------------------------------------------------------------
حلب في 31\7\2011
استقبل أهالي حلب عشية رمضان الكريم بثلاث مظاهرات متفاوتة الحجم في مناطق حلب , والمميز في هذه المظاهرات في ذاك اليوم هو استغلال المتظاهرين, وللمرة الأولى, اتساع وتنوع المناطق في مدينة حلب المعروفة بحجمها وتعداد السكان فيها ..
انطلقت المظاهرات الثلاث في :
منطقة صلاح الدين : تجمع المصلون من جامعي "الزبير" و "صلاح الدين" والتقو معاً وبدأوا مظاهرتهم التي لم تدم فترة طويلة بسبب تدخل قوات الأمن والشبيحة الحلبية ولكن كانت متميزة عن المظاهرتين الاخريين بعدد الأفراد المشاركين فيها .
منطقة الصاخور : منطقة شعبية صناعية اخرى خرج فيها عدد يأتي بالمرتبة الثانية بعد منطقة صلاح الدين, قدم المتظاهرون شهادات بأن الشبيحة التي كانت متواجدة في منطقة الصاخور ( وعدد منها هم من زعران الحي ) كانوا يحملون مسدسات ملقمة يهددون بها المتظاهرين ويطلقون النار بالهواء لإثارة الرعب داخل المنطقة على مرأى من عناصر الأمن والشرطة .
منطقة الشهباء الجديدة : وهنا نلاحظ تطور الحراك داخل حلب , فبعد ان قام الأمن باغلاق ساحات التجمع المركزية قام المتظاهرون بالتجمع في مناطق لا يتوقع التجمع بها وما يساعد في هذا الامر هو اتساع وكثرة المناطق في حلب كما ذكرنا سابقاً , تجمع ما يقارب الـ 400 شخص في منطقة الشهباء الجديدة وهي من المناطق الراقية في مدينة حلب والهادئة دوماً.!!! بدأوا التحرك باتجاه ساحة الجامعة ولكن عناصر الأمن والشبيحة الخاصة كانوا قد وصلوا ليفضوا المظاهرة باستخدام العصي والهراوات.
حلب 1-2\8\2011
انطلقت مظاهرات حاشدة في عدة مناطق في حلب لم يسبق لها مثيل هنا منذ اندلاع الثورة في سورية وهي في المناطق التالية :
منطقة الحمدانية : في هذه المنطقة خرجت مظاهرة كبيرة جدا بعدد يقارب الـ 3000 شخص ورفعت شعارات  تضامنا مع الدماء المسفوكة في حماة ودير الزور وقاموا برفع شعارات التضامن واسقاط النظام الفاقد للشرعية وكالمعتاد تقدمت قوات الامن مدعومة بالشبيحة والتي أظهرت وحشية غير مسبوقة في حلب وقاموا بضرب المتظاهرين بالسكاكين و بالعصي الكهربائية
منطقة حلب الجديدة : شهدت هذه المنطقة انتشاراً أمنياً كثيفاً خلال هذين اليومين , كما انتشر عناصر الشرطة العسكرية مع العديد من الحواجز الاسمنتية وأكياس الرمل في الطرقات , ومع هذا انطلقت مظاهرة من جامع "الشيخ عمر" في حلب الجديدة جنوبي, لم تستطع النزول حتى دوار الموت بسبب تصدي الأمن لها وفضها .
منطقة صلاح الدين : خرجت مرة أخرى من جامع " الزبير " بالرغم من التشديدات الأمنية واغلاق الجامع الا انهم خرجوا بعد الإفطار بالرغم من هذا التشديد ,في هذا اليوم قد وقعت اصابات كثيرة أكثر من أي يوم آخر.
منطقة الجابرية : خرجت مظاهرة متواضعة في حي الجابرية الشعبي لم تستمر أكثر من وقت تجمعها.
الوضع الامني في مدينة حلب
لم تكتفي قوات الأمن بنشر عناصرها في كافة الساحات المركزية في حلب ونزول عناصر عسكرية في باصات النقل الداخلي والباصات الخاصة ونشر شبيحتها داخل المدينة في كافة الحارات والمناطق ,فمن المظاهر المفجعة في حلب , توزيع بعض تجارها مواد وبضائع للشبيحة والمساجين الذين تم الافراج عنهم بمرسوم العفو ونشرهم مع هذه البضائع على كافة طرقات حلب الرئيسية والفرعية في مختلف المناطق وتأتي هذه الظاهرة بعد انتشار ظاهرة المقاهي المتحركة على المحلقات الأربع .
لم يقتصر الترهيب على عناصر الأمن والشبيحة بل وأكثر , ففي مناطق التحرك مثل ( سيف الدولة وصلاح الدين ) تقوم دوريات من سيارات الاطفاء بالدخول الى الأحياء ليلاً أو خلال الساعات الأولى من الليل وافتعال مهمة لاثارة الرهبة والقلق عند السكان, فبحضور سيارات الاطفاء تلحق بها سيارات الشرطة والأمن بأعداد كبيرة وحدثت أكثر من مرة في منطقة سيف الدولة أنه تم محاولة كسر أبواب بعض البيوت التي يعرف سكان المنطقة بأن أصحابها خارج سوريا وكانت الذريعة في ذلك وصول بلاغ بوجود حريق في هذه البيوت .!!!!!!!!!!!
أسوأ مظاهر الشبيحة كانت شبيحة من أبناء الحارات والمناطق المعروفين لدى أهلها بانحلالهم الأخلاقي فقد منح هؤلاء المسدسات ومبالغ مالية , فكثيرا ً ما يقوم الشبيحة بدخول حاراتهم ويبدأون بالسباب والكفر في وسط الشوارع خلال الساعات المتأخرة من الليل        ويهتفون لحياة بشار ويضربون بعصيهم بعض السيارات وعند أول اشتباك مع سكان المنطقة تأتي سيارات الأمن لتعتقل المشتبكين عشوائياً فتكون ذريعة اخرى لبث الخوف في قلوب السكان .
أخيراً وليس آخراً  نقلاً عن سجين سياسي سابق في دمشق , قام بالتعرف على هوية اثنين من المساجين الجنائيين اللذين كانا موجودين في نفس الزنزانة مع السجين السياسي تمت مشاهدتهما في الاشتباك بمنطقة سيف الدولة (جامع أمنة بنت وهب ) يقومان بضرب المتظاهرين . والجدير بالذكر أن القوات الأمنية قد قامت منذ شهرين بتجهيز مركز رعاية الشباب لاستقبال المجرمين والشبيحة  القادمين من خارج مدينة حلب ليقطنوا فيه خلال استمرار الحراك في سوريا.....
ومع هذا والكثير غيره لن يبقى الشعب صامتاً في حلب فالنهضة قادمة لا محالة و إنا على الدرب لماضون.....
بقلم : أم الحكم
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تعليق من الصفحة : تأخر حلب في المشاركة في الثورة , لا يعني أبدا التقليل من شأنها , السلبية الوحيدة على ما يبدو التي نتجت عن تأخرهم هو غياب التنسيق الذي نراه في المدن الآخرى في سوريا . المقصود بغياب التنسيق هو ان خروج أهالي حلب اقتصر في الغالب على المظاهرت فقط بدون التغطية الاعلامية اللازمة . بالرغم من انتشار فيديوهات لا بأس بها عن مظاهرات حلب , الا أنها حتى الآن لم تصل للمستوى المطلوب .
شاهد العيان الذي أرسل لنا شهاداته أعلاه , وعدنا بالمزيد والمتابعة أول بأول .
أخبار حلب مشجعة للغاية