Wednesday 29 June 2011

ما حصل معي بعد انتهاء وقفة الحداد على أرواح الشهداء .. بتاريخ 29/6

by Basem Ido on Wednesday, 29 June 2011 at 21:46
بعد انتهاء الوقفة اليوم .. تم الأعتداء بالضرب على 4 شباب أو أكثر ، منهم أنا.. 
المعتدين كانو يحملون صورا .. وأعلاما .. وكانو يرددون هتافات تعرفوها جميعا فهي تتردد في كل أوقات النهار و الليل وفي كل الشوارع .. 
وأما الأشخاص الذين ضربوني أنا .. 
فلا أعلم ما أسميهم.. 
وبعضهم انتحل صفات رسمية (مخابرات جوية ) واقتاد أحد الشبان (صديقي) إلى سيارة بالقرب من مكان التجمع..
وتركوه بعد أن طلبو دورية أمن عسكري
هذا وقد إعتدوا علينا أنا و4 أشخاص علمنا عنهم حتى الآن .. بشتى أنواع الضرب والكلام الجارح والإتهامات الدنيئة من الخيانة والتعامل مع العدو و أخذ المال من "الخارج" بالإضافة إلى "المسبات" 
وأخيرا وليس أخراً.. كنت أحمل علم بلادي ..فضربت به .. وبالعصا التي كانت تحمل علم الوطن.. 
من أكثر الأمور عجبا .. أن من ضربني .. وهم يرددون شعارات باسم من كانت الصور له.. كانو يضربونني بالعلم الذي كنت أحمله .. وبالصور .. ويقولون لي .. يا معارض .. يا عميل .. يا خدام .. ما بتحب الرئيس .. بدك إسرائيل .. قبضت مصاري عليها هي ما .. والله لن******************************ء
أنا سليم .. لم إصب بأذى يذكر.. 
والحمدالله أن الشباب الأخرين سليمون أيضا.. 
لكني لن أنسى ما حييت صورة أكثر من 200 شخص و3 سيارات .. إحداها "مفيمة" يهجمون علي وينهالون بالضرب .. وغير أن أحد السيارات حاولت أن تدهسني..
وأنا لم أستطع أن أقاوم .. لم أستطع حتى أن أضرب .. 
كل ما فعلته كان .. وقفت وقفة حداد على أرواح شهداء سوريا.. 
رحم الله كل الشهداء .. والحمدالله إني ما زدت عدد الشهداء واحد كمان.. 
سنبقى أقف حدادا على أرواح شهدائنا .. 
حتى لو كان ذلك أخر عمل أفعل في حياتي !

PS- طبعا أنا حابب إشكر كل من : م. محمد نور زوكار .. د. أكثم الحسنية .. عبير فرهود .. لتنظيمهم .. هذه الوقفة الرائعة .. والتي والحمدالله والفضل لجميع من شارك باللجنة المنظمة تمت بنجاح باهر .. دون أي معوقات تذكر.. شكرا لكم أصدقائي .. فلقد رفعتم اسم سوريا عالي

Cannot go back and cannot remain in the current situation

Aref Dalila talking to Hala Gorani / CNN:
Spoke to dissident Aref Dalila today. Asked if speaking out is a risk. Dalila said: Going back to jail is "possible, but I am not afraid." Syria cannot go back and cannot remain in the current situation. Even those in power "can't defend the system that has died. That system is now from the past.


يوميات الزنزانة 2 : شبح الطائفية ...... نزّل إيدك يا حباب أحسن ما حطك عالدولاب

by Oroa Mokdad on Wednesday, 29 June 2011 at 08:08

إلى ذكرى الأصدقاء الذين تركناهم صامدين في عتمة الزنازين ...إلى كل الأحبة الذين تلوعوا في غيبتنا الطويلة

by Oroa Mokdad on Sunday, 26 June 2011 at 01:09
السلامُ على هذهِ الأرض المخضّبة بدِّماء الشهداء ...
السلامُ على وجوهٍ تلّمعُ في عتمةِ الزنازين، وتضحكُ كلّما رنّ سوط وقبّل جلوداً تشتدّ وتنتصبّ كنخلةٍ عالية ترنو إلى السّماء...
سلامٌ عليكم أيّها الأخوة المنسيون في غيابِةِ جبٍ سحيق...
السلامُ على سجانٍ علّمني أن أحبّه كلّما سالَ عرقه وأطفئ لهيبَ الألمِ في جسدي، كم كنا نحلم سويةً في الخروج من وراء تلك الجدران... السلامُ على جدرانٍ ملئناها بقصائد عن العشق والحرية...
السلامُ على كلّ قلبٍ تجمر ألماً في انتظار أوبتنا الطويلة...
السلامُ على وجهكِ الذي سال مع أشعة الشمس، واخترق جدران الزنزانة المظلمة، وغسل قلبي الملطخ بالقار وعلمني أن أحب الحياة....

خمسون يوماً مضت، ومازلتُ أتذكر انحدار الصباح تحتَ الأسلاك الشائكة، حيث كان الضوء يتسلّل مع النسمات الباردة التي تغمر وجعنا وألمنا، وتندسُّ في جلودنا حاملةً صوت الحناجر التي تهتف للحرية من كلّ الجهات؛ وتحمل معها وجوه من سقطوا على الأرض يقبلونها ويضمونها إليهم مثل عشيقة حرّة الأنفاس. وكلّما أرخيت جسدي مستسلماً لضجيج الذكرى شعرت أنّني لم أترك تلك الأصابع التي ضغطت على أصابعي ذات يوم، حيث هتفنا للحرية في الطرقات، واكتشفنا معنى الوطن بعيداً عن الكتب والنظريات والروايات والأشعار والقصص.... في الزنزانة (2) كُنا اثنا عشر سورياً من مختلف الأعمار والمناطق والمشارب... التحمت أجسادنا في ضيق الزنزانة... وترك العرق رائحته الثقيلة على قمصاننا الممزقة التي ضمدنا فيها بعضاً من جراحنا وبرّدنا بعضاً من آلامنا... حينها كُنا نشدُّ على أصابع بعضنا البعض، نهتف للحرية تارةً ويخنقنا البكاء تارةً أخرى، ونجترح الضحك لنصبّه في الأذان ونمنع وصول الصراخ المر إلى آذاننا، عندما يتخثر الفكر ويُصبح الجنون سوطاً طويلاً يمزّق اللحم الغض الطري ويسرق الأحلام (المشبوحة) على جدران الزنزانة، ويجتث خدر الأجساد من على البطانيات، التي تآخينا مع بقها وقملها... تلك الحشرات التي آنست وحشة ليلنا الطويل...وأنصتت لمغامراتنا وقصص عشقنا التي رويت بهمس يحفّه الرعب، فنبت للخيال المكسور أجنحة وطار إلى زوجة تسرّحُ شعرها وتنتظر... صبية تشبه القمر تسكر الهواء المتدفق فيترنح خجلاً وتحمله رسالة لمن تحب... دراجة ملقاة على الدرج... وأم تبتهل إلى الله... وأب يكدُّ على أدراج المشافي والأبنية المحصنة... وكان الوطن بسمائه وأرضه وترابه وأناسه يتسع في ضيق هذه الزنزانة، يمتدُّ ويتطاول، وينغرس في صدورنا، وينموا مع كلّ نفس يشي بأنّنا مازلنا أحياء.

وأنا أكتب هذه الكلمات أفكر بالتفاصيل والقصص الكثيرة التي أرغب في رويها، ولكن الآن تهاجمني تلك اللحظة التي خرجت فيها من السجن... كان رنين الجنزير الذي كبلّت فيها معاصمنا يشبه رنين الخلاخيل... انهالت علينا الأكف التي دفعت بخطواتنا المتعثرة إلى باب السجن، عندها غمرتنا الشمس الدافئة، وماجت في عظامنا، ولفحنا الهواء الذي احتجب عنا لعشرات الأيام وتدفقت الحياة فينا غزيرة طازجة كأننا لم نغادرها قط... وكان أخر صوتٍ سمعته صراخ رجلٍ شق جدران السجن وتجاوب صوته في أرجاء السماء... وفي كل لحظة ما زلت أسمع صوته يرنُّ في أذني حتّى امتزج مع صراخ آلاف الحناجر التي تهتف للحرية... وكأنّ أحدهما نتيجة للصوت الأخر؛ كأنّهما صوت واحد يملئ كياني ويرشد خطوتي ويشد أزري لمتابعة ذلك الطريق الذي بدأناه والذي اعتقدنا في كثير من لحظات الخوف والرعب والإحباط أن المسير فيه أثناء غيابنا قد توقف.

عروة
 

إلى ذكرى الأصدقاء الذين تركناهم صامدين في عتمة الزنازين ...إلى كل الأحبة الذين تلوعوا في غيبتنا الطويلة

by Oroa Mokdad on Sunday, 26 June 2011 at 01:09
السلامُ على هذهِ الأرض المخضّبة بدِّماء الشهداء ...
السلامُ على وجوهٍ تلّمعُ في عتمةِ الزنازين، وتضحكُ كلّما رنّ سوط وقبّل جلوداً تشتدّ وتنتصبّ كنخلةٍ عالية ترنو إلى السّماء...
سلامٌ عليكم أيّها الأخوة المنسيون في غيابِةِ جبٍ سحيق...
السلامُ على سجانٍ علّمني أن أحبّه كلّما سالَ عرقه وأطفئ لهيبَ الألمِ في جسدي، كم كنا نحلم سويةً في الخروج من وراء تلك الجدران... السلامُ على جدرانٍ ملئناها بقصائد عن العشق والحرية...
السلامُ على كلّ قلبٍ تجمر ألماً في انتظار أوبتنا الطويلة...
السلامُ على وجهكِ الذي سال مع أشعة الشمس، واخترق جدران الزنزانة المظلمة، وغسل قلبي الملطخ بالقار وعلمني أن أحب الحياة....

خمسون يوماً مضت، ومازلتُ أتذكر انحدار الصباح تحتَ الأسلاك الشائكة، حيث كان الضوء يتسلّل مع النسمات الباردة التي تغمر وجعنا وألمنا، وتندسُّ في جلودنا حاملةً صوت الحناجر التي تهتف للحرية من كلّ الجهات؛ وتحمل معها وجوه من سقطوا على الأرض يقبلونها ويضمونها إليهم مثل عشيقة حرّة الأنفاس. وكلّما أرخيت جسدي مستسلماً لضجيج الذكرى شعرت أنّني لم أترك تلك الأصابع التي ضغطت على أصابعي ذات يوم، حيث هتفنا للحرية في الطرقات، واكتشفنا معنى الوطن بعيداً عن الكتب والنظريات والروايات والأشعار والقصص.... في الزنزانة (2) كُنا اثنا عشر سورياً من مختلف الأعمار والمناطق والمشارب... التحمت أجسادنا في ضيق الزنزانة... وترك العرق رائحته الثقيلة على قمصاننا الممزقة التي ضمدنا فيها بعضاً من جراحنا وبرّدنا بعضاً من آلامنا... حينها كُنا نشدُّ على أصابع بعضنا البعض، نهتف للحرية تارةً ويخنقنا البكاء تارةً أخرى، ونجترح الضحك لنصبّه في الأذان ونمنع وصول الصراخ المر إلى آذاننا، عندما يتخثر الفكر ويُصبح الجنون سوطاً طويلاً يمزّق اللحم الغض الطري ويسرق الأحلام (المشبوحة) على جدران الزنزانة، ويجتث خدر الأجساد من على البطانيات، التي تآخينا مع بقها وقملها... تلك الحشرات التي آنست وحشة ليلنا الطويل...وأنصتت لمغامراتنا وقصص عشقنا التي رويت بهمس يحفّه الرعب، فنبت للخيال المكسور أجنحة وطار إلى زوجة تسرّحُ شعرها وتنتظر... صبية تشبه القمر تسكر الهواء المتدفق فيترنح خجلاً وتحمله رسالة لمن تحب... دراجة ملقاة على الدرج... وأم تبتهل إلى الله... وأب يكدُّ على أدراج المشافي والأبنية المحصنة... وكان الوطن بسمائه وأرضه وترابه وأناسه يتسع في ضيق هذه الزنزانة، يمتدُّ ويتطاول، وينغرس في صدورنا، وينموا مع كلّ نفس يشي بأنّنا مازلنا أحياء.

وأنا أكتب هذه الكلمات أفكر بالتفاصيل والقصص الكثيرة التي أرغب في رويها، ولكن الآن تهاجمني تلك اللحظة التي خرجت فيها من السجن... كان رنين الجنزير الذي كبلّت فيها معاصمنا يشبه رنين الخلاخيل... انهالت علينا الأكف التي دفعت بخطواتنا المتعثرة إلى باب السجن، عندها غمرتنا الشمس الدافئة، وماجت في عظامنا، ولفحنا الهواء الذي احتجب عنا لعشرات الأيام وتدفقت الحياة فينا غزيرة طازجة كأننا لم نغادرها قط... وكان أخر صوتٍ سمعته صراخ رجلٍ شق جدران السجن وتجاوب صوته في أرجاء السماء... وفي كل لحظة ما زلت أسمع صوته يرنُّ في أذني حتّى امتزج مع صراخ آلاف الحناجر التي تهتف للحرية... وكأنّ أحدهما نتيجة للصوت الأخر؛ كأنّهما صوت واحد يملئ كياني ويرشد خطوتي ويشد أزري لمتابعة ذلك الطريق الذي بدأناه والذي اعتقدنا في كثير من لحظات الخوف والرعب والإحباط أن المسير فيه أثناء غيابنا قد توقف.

عروة

حقائق ومشاهدات....حول ما جرى في مؤتمر المعارضة في سميراميس

حقائق ومشاهدات....حول ما جرى في مؤتمر المعارضة في سميراميس

by Eiad Shurbaji on Tuesday, 28 June 2011 at 12:47
 في البداية

تابعت منذ البارحة التغطية الإعلامية التي رافقت وتلت انتهاء أعمال اللقاء التشاوري الأول للمعارضة السورية المستقلة، وبما أننا ننادي بالديمقراطية والحرية وهذا هو جوهر نضالنا، فسأسمح لنفسي أن أنتقد بعض التصرفات التي رافقت وتخللت هذا اللقاء، ويجب أن يتّسع صدركم لسماع ذلك طالما نتحدّث عن الحريّة.
في البداية اعتبر أن العديد من الأخطاء وقعت، لن أتحدّث هنا عن هفوات التنظيم فهذه نستطيع تبريرها وسط الزحام والضغط الرهيب الذي حصل من الصحفيين والمشاركين، لكنني سأشير إلى الأخطاء التي من شأنها أن تسيء فعلاً إلى مجمل الحراك الحاصل في البلاد، وسأقولها من باب المونة والنقد الداخلي، مؤمناً إيماناً مطلقاً أن العمل السياسي يتطلّب أن نحيد عن تفسير الأمور من وجهة نظر عاطفية، وأن نكون قاسين حين تتطلب القسوة تصحيح موقف أو مسار، وهذا لا يسيء برأيي للتوجه والنوايا...بل يقوّم أداءها، علماً ان ما سأقوله هنا ليس اختياراً، بل إننا دفعنا إليه دفعاً خلال الأيام الأخيرة بعد أن وجدنا أنفسنا في مكان الخصم للشارع، وقد كنا نظن ونمنّي أنفسنا بأننا خصوم للسلطة. في الحقيقة سأقول ما أقول متألماً لأنني لم أتمنى أن أجد نفسي في هذا المكان يوماً، وأنا الذي انحزت انحيازاً كلياً لدماء ونضالات أخوتي في كل مكان في سورية، وهكذا كان جميع من شاركوا بمؤتمر المعارضة الذي نتحدث عنه.
لنبدأ من البيان القاسي الذي أصدره اتحاد التنسيقيات استباقاً لمؤتمرنا ، هذا البيان لم يكن موفقاً، وكم كنت أتمنى أن يكون معدّوه أكثر حكمة، سيما وأنه (على عكس البيان السابق الرائع)  كان تعبوياً عاطفياً، يحاول الاستقواء والاستعطاف بمطلب الناس الداعي صراحة بإسقاط النظام، دون أن يتضمّن أي بعد سياسي وتصوّر للمرحلة التي تلي تحقيق هذا المطلب، أو إدراك لحساسية انعقاد المؤتمر في مكان محصور بوسط البلد، وتحت أنظار السلطة وظهرنا مكشوف لها ولشبيحتها، وما يتخلله ذلك من عجزنا عن استخدام بعض الكلمات التي يستطيع ابن الشارع قولها والاختفاء في الحارات الجانبية إن تطلب الأمر، بينما نحن لا نقدر على ذلك....أتحدّث عن البيان كونه أحدث بلبلة كبيرة حول المؤتمر، فنحن نعلم جميعاً أن التنسيقيات تحظى بتعاطفنا كونها تمثّل المتظاهرين الذين يدفعون الأثمان الغالية في الشارع، وهم من فتحوا لنا نافذة الحرية، وهذه حقيقة لا يمكن ولا يجوز إنكارها، لكن في الحين ذاته لا يجوز لهذه التنسيقيات أن تخوننا أو تدفع الناس إلى ذلك..!!، شخصياً كنت أتمنى أن ينتظر معدوا البيان انتهاء أعمال المؤتمر ليقولوا كلمتهم، وأن يقولوها لاحقاً كيفما يشاؤون ودون أن يظهروا المؤتمرين وكأنهم ألعوبة أو ورقة رخيصة بيد النظام يستخدمها الآن لتدمير الثورة. لقد فات معدّي البيان أنهم استعدوا -من المفروض أن يكونوا- أعزّ أصدقاءهم وحُماتهم، وهم الرعيل الأول من المعارضين الذين دفعوا أثماناً باهظة من سنيّ حياتهم في المعتقلات والملاحقات والتعذيب عندما كنا نحن جميعاً ما نزال نصفق للسلطة بشكل أو بأخر، أشخاص مثل ميشيل كيلو و فايز سارة ولؤي حسين من المعيب حقاً أن يقال فيهم ما قيل سواء بشكل مباشر أو بسبب التحريض الذي تسبب به البيان، وذلك من اتهامات بالالتفاف على الثورة، والمتاجرة بدماء الشهداء، والتآمر مع النظام ضد الشعب.... استعداء أشخاص مثل هؤلاء خطأ فادح، وبالتأكيد فإن السلطات كانت سعيدة جداً وهي ترى المعارضة السورية تطعن بعضها على الملأ، وهو جوهر ما كانت تريده وتطمح إليه.

مصادرة المعارضة :
قرأنا جميعاُ ما كتبه حكم البابا(المقيم في دبي) استباقاً للمؤتمر، وتسميته له بمؤتمر بثينة شعبان، والبارحة جاء كلام المعارض الشاب محمد عبد الله من واشنطن ليدعم هذا الاتهام، ورغم أنني معجب حقاً بهذا الشاب وبتاريخ عائلته النضالي، ولا أشكك بنوياه واعتبر ما قاله من باب(الإنسان عدو ما يجهل) فإنني لم أفهم كيف يكون الناطق الإعلامي باسم تنسيقيات الداخل يتحدث من الخارج، ثم يأتي ويستكثر علينا مؤتمرنا الذي يعقد على مقربة من المظاهرات؟ أحياناً أشعر حقاً أن بعض معارضي الخارج يعارضون لأجل المعارضة فحسب، بمعنى أنهم عاجزون عن رؤية أي شيء جميل طالما لم يكونوا طرفاً فيه، هذا يستدعي السؤال: هل تحوّلت المعارضة إلى ماركة مسجلة بمعارضي الخارج وصارت حكراً عليهم؟ جواب هذا السؤال هو بحد ذاته أكبر طعن بمصداقية من يدّعي شرف المعارضة بهذه الطريقة،  لؤي حسين (طلع شعر على لسانو) وهو يقول أن المجتمعين لا يمثلون إلا أنفسهم ومواقفهم الشخصية، ولا يدّعون لأنفسهم تمثيل الحراك الشعبي السوري، وقد كنا حقاً ننظر بتواضع وخجل وامتنان شديد تجاه الشارع الذي اعتبرنا جميعاً أن الفضل يعود له أولا وأخيراً في عقد مؤتمرنا هذا في قلب دمشق للمرة الأولى منذ أربعة عقود، نحن ننظر باحترام إلى الشارع وإلى أطياف المعارضة كافة، ومن حقنا أن نطلب الاحترام لأنفسنا، فنحن بشر من لحم ودم، والحراك حراكنا، ونحن نفعل ما نظن أنه يجب علينا فعله،....مسألة احترام الرأي هذه هي جوهر نضالنا كما قلت، وإلا سنكون وجهاً آخر للسلطة التي تخوّن وتكفّر كل من لا يشبهها، ولا أعتقد أن أحداً منا يريد أن يكون ذلك الشخص الإنفصامي.
تستطيعون النفي والتكذيب، لكنني أؤؤكد لكم أنني أعلم من التفاصيل (التي لا استطيع ذكرها هنا) ما يؤكّد بشكل ناجز أن المؤتمر لم يعقد بمباركة بثينة شعبان أو غيرها من أطراف السلطة، وللعلم فإن التحضير له بدأ قبل شهر ونصف من الآن، والقائمون عليه مشهود لهم من قبل أشهر معارضي الخارج كبرهان غليون، وهيثم مناع، وسمير العيطة وحتى محمد العبد الله نفسه، وقد أوضح منذر خدّام أن اللجنة التحضيرية لم تطلب موافقة لعقد المؤتمر، بل قامت باتباع اسلوب(الإخطار) فقط كي تتمكن من حجز مكان لعقده، علماً أن السلطات لم تعطِ هذه الموافقة إلا قبل أقل من 10 ساعات على موعد عقد المؤتمر، وهي لم تفعل ذلك إلا بعد تهديد اللجنة التنظيمية بإصدار بيان يفضح تمنّع السلطات عن عقد المؤتمر، ولعلمي وقربي من المنظمين أعرف أن السلطات السورية وافقت تحت الضغط بالدرجة الأولى، ثم لتستغل هذا الحدث بالدرجة الثانية، ولمن لا يعلم أيضاً فإن تمويل المؤتمر ذاتي، وقد ساهم المشاركون جميعاً وكل بحسب استطاعته بدفع الـ 58 ألف ليرة سورية أجرة الصالة التي عقد فيها المؤتمر، وقد تم هذا الأمر أمام أعين الجميع وبمشاركتهم.
بعيداً عن هذا وذاك، ألا يجب ان نعتقد أنه من النبل والجرأة أن يضحّي أكثر من 200 سوري بأمانهم الذاتي، ويخرجوا بأسمائهم الصريحة في قلب دمشق ليقولوا بأننا معارضون، وسط هذا الحشد من المخونين والشبيحة والرصاص الطائش، ووسائل الإعلام المنكّلة والمحرضة والمشوّهة للحقائق؟

استغلال المؤتمر 
تعرفون أن جميع المشاركين سوريون، ولأنهم كذلك، ولأنهم أولاد البلاد ويعرفون الصغيرة والكبيرة، فإن جميعهم يعرفون بالضرورة أن السلطات السورية ستسغل هذا الحدث وتجيّره لصالحها، لكن السؤال المطروح هنا، هل إن ذلك يستدعي أن يخرس المعارضون السوريون في الداخل ويبقوا مجرد متفرجين يراقبون انتفاضة الشارع وهي تحدث في حاراتهم ومدنهم وقراهم، بينما يسمعون العالم كله يتحدث بالشأن السوري؟، هل المطلوب منهم أن يبقوا متشرذمين متفرقين لا يجمعهم صوت أو موقف سوى ما يخرج به أحدهم بين الحين والآخر على الفضائيات ليوضع في مواجهة مؤلمة مع أشخاص من أمثال طالب ابراهيم وشريف شحادة..؟؟
ثم إن الشارع هو الذي كان يتهم المثقفين بالتخاذل، وعدم مواكبته لحراكهم، وليس من المنطق عندما يستيقظ هؤلاء ويجتمعون أخيراً أن يُجعل منهم مطية للسلطة.
على كل حال؛ إن استغلال السلطات للمؤتمر كان واضحاً منذ البداية، وقد هدف إلى أمرين:
1-    استعداء المعارضين على بعضهم، وشقّ صفوفهم بين مؤيد لعقد المؤتمر ومعارض له بدعوى أنه عقد بموافقة السلطات، وقد شهدنا جميعاً كيف تمنّع عدد من المعارضين الشرفاء أمثال ياسين حاج صالح وعارف دليلة عن الحضور نتيجة تأثّرهم بمحيطهم الاجتماعي الرافض للقاء تحت هذا العذر.
2-    التسويق لموقف السلطة محلياً وعالمياً على اعتبار أنها تسمح بعمل المعارضة في الداخل.
هذا أمر واقع، وتوصيف منطقي لما حدث، لكن ما أغفله المشككون هو طرح بديل يؤمن مساهمة معارضة الداخل في الأزمة السورية الراهنة، هل إن البديل المطروح أمامنا هو عقد مثل هذه المؤتمرات في الخارج؟ لقد شهدنا ما حدث في مؤتمري أنطالية وبروكسل، وكيف إن كثيراً من السوريين نظروا بعين الشك لهذين المؤتمرين واعتبروهما مشبوهين كونهما عقدا بمباركة قوى خارجية، ولنفترض أن البعض يفضّل عقد مؤتمرنا خارج سورية رغم ذلك، فمن يضمن لنا الخروج، ومن يضمن لنا العودة لاحقاً، آخذين بعين الاعتبار ان معظم المشاركين في المؤتمر هم من جيل الشباب الناشطين والملاحقين، والمعممة أسماؤهم على المنافذ الحدودية.
تحت هذه الظروف ليخبرني أحدكم ما هي الطريقة ليلتقي المعارضون ويعبروا عن أنفسهم، فإذا اجتمعوا في الخارج كانوا خونة، وإذا اجتمعوا في الداخل كانوا كذلك، هل من طريقة يخترعها أحدكم ويسعفنا بها لنجد طريقة لنلتقي؟.
بالمناسبة وعلى سيرة الاستغلال....حتى أمريكا استغلّتنا وقالت إنها تدعم مؤتمرنا رغم أننا قلنا في بياننا أننا نرفض أي دعم خارجي مهما كان، ولا تستغربوا أن تخرج غداً حشرات من أمثال زهير الصديق وعبد الحليم خدام ورفعت الأسد ليصطادوا صيدهم فينا هم أيضاً، توقعوا كل شيء، العالم مفتوح ومكشوف لكم جميعاً، وبعد 40 سنة من الفكر الأحادي سنقضي بعض الوقت قبل أن تصفو أذهاننا ونصير قادرين على التمييز، هذه ضريبة علينا دفعها قبل أن نصبح أحراراً، نظرية الشك هذه زرعتها السلطة في رؤوسنا، بالطبع ليس من منطلق فلسفي كما يتمنى أرسطو، بل من منطلق تحطيمي كما يتمنى ويرغب ويعمل على ذلك أي نظام قمعي يطمح لتحويل شعبه إلى ببغاوات ترطن بكلام مكرور ابتدعته مخيلة ضابط في المخابرات.

التشويه الإعلامي
ضمن سياق الاستغلال ذاته، أعتقد أنكم جميعاً بتّم تعرفون (مصداقية) الإعلام السوري واختراعاته وألاعيبه، وسأحدثكم تالياً ببعض مشاهداتي، فإذا أصرّيتم على تصديق روايات الاعلام السوري (المؤيد) للاجتماع فهذا شأنكم حينها.
-  الفضائية السورية تقول في شريطها الإخباري قبل يوم من عقد المؤتمر"معارضو الخارج يتّهمون المشاركين باللقاء التشاوري غداً في دمشق بالالتفاف على نضالات الشعب السوري والمتاجرة بدمائه" هكذا ببساطة قدم بعض معارضوا الخارج هذه الهدية المجانية للسلطات لتشق صفوفنا بها .
-  الإعلام السوري يحاول الخلط على المشاهدين ويدعي بأن مؤتمرنا سينبثق عنه المعارضون الذين سيحضرون مؤتمر الحوار الذي دعى اليه الشرع في مطلع الشهر القادم، ورغم أننا نفينا ذلك عشرات المرات إلا أن كثيرين انطلت عليهم الحيلة، وبدؤوا يتهموننا بمحاورة القتلة والمتاجرة بدماء السوريين، ورمي طوق النجاة للسلطة، والإطالة بعمرها، لقد سمعنا هذا الكلام للأسف قبل المؤتمر وبعده.
-  الاخبارية السورية وقناة الدنيا تأتيان إلى المؤتمر، ورغم رفض معظم الحضور التحدث إليهما إلا أنهما قامتا باختلاق العديد من المسرحيات، منها استقدامهما لأناس غير مدعوّين للمؤتمر للحديث باسمه كنبيل صالح رئيس تحرير موقع الجمل الالكتروني، والفنان عباس النوري الذي استغربنا جميعاً حضوره وهو الذي طعن بالمعارضين والمتظاهرين غير مرّة.
- الإخبارية السورية تبث الخبر الهام " ميشيل كيلو: نطالب ببقاء الجيش في المناطق الساخنة" حقيقة هذا الخبر أن كيلو وفي متن المداخلة التي ألقاها قال بالحرف الواحد "يجب سحب الأجهزة الأمنية من المدن الآن والسماح بالتظاهر بأمان، وإذا كانت السلطات تدعي أنها تخاف انفلات الأمن في هذه المناطق، فلتبق على الجيش وبشكل مرحلي، بشرط أن لا يستخدم السلاح تحت أي مبرر، فهذا جيش الوطن وليس جيش السلطة" لكن الخبر الذي نشرته الاخبارية "ميشيل كيلو : نطالب..." ..!!
- قناة الدنيا تتمكن من قنص لقاء من الدكتور شوقي بغدادي، ويستغل بغدادي الفرصة ويبدأ بكيل الاتهامات للإعلام السوري واتهامه بالكذب والتدجيل والتلفيق والتحريض على المتظاهرين، فتلتف المذيعة عليه بالسؤال "علمنا أن اجتماعكم هذا جاء تلبية لدعوة القيادة السورية للحوار" فيجيب بغدادي بالنفي، تعيد المذيعة طرح السؤال بأكثر من طريقة (تريد اقتناص كلمتين فقط من أحد المشاركين بعد ان عجزت من ذلك) لكن بغدادي لم تنطل عليه الحيلة، في النهاية تنزعج المذيعة وتنهي اللقاء بطريقة غير مهذبة، ولم يبث اللقاء بالطبع
-  مذيع الفضائية السورية عنصر مخابرات، وهذا ليس توقعاً، فقد شاهدت الأمر بعيني، كان يحمل ورقة معنونة به (الأسئلة المطروحة على المعارضة) ويسأل منها، وكل بضعة دقائق يدلف إلى زاوية بعيدة ليتصل على الموبايل ويقول (طلع واحد منن إسألو؟.....سكّروا الباب وما خلونا نفوت.... في واحد كان عم يحكي مع قناة أجنبية بالإنكليزي) كل هذه الجمل سمعتها بأذني.
-  مظاهرة مؤيدة في الخارج تصرخ وتنادي بأعلى صوتها "أبو حافظ...أبو حافظ" والكثير من العبارات الأخرى(ثمة من كان يقدّم لهم الشاي)... يحاولون الاقتراب من الفندق، كاميرات التلفزة العالمية تتأهب لتصوير المواجهة، شرطة المرور تضطرب، يبدؤون الاتصال، تصل سيارة شرطة بسرعة وينزل منها عناصر، ويتقدّمون من المتظاهرين ويرجعونهم للوراء.... بلبلة، الشرطة يزداد اضطرابها وهي ترى الكاميرات مسلّطة نحوها، لكنها تعجز عن التصرف، تتفرق المظاهرة، فتعود الأمور لطبيعتها
-  نبيل صالح يريد الدخول لقاعة المؤتمر فيمنعه المنظمون لأنه غير مدعو، في هذه اللحظة أصل أنا وأدخل بعد أن تم التأكد من وجود اسمي في القائمة، يصرخ نبيل صالح وهو يشير إليّ باستهزار " هلأ هاد اعلامي وكاتب ..وأنا الخرة" تحدث بلبلة، أخيراً يقررون إدخاله، يدخل، أتقدّم من نبيل واقول له بكل تهذيب "نبيل أنا شو دخلني...مشكلتك معهن ليش لتدخلني بهالقصة" فيجيب بنفس لهجته اللئيمة الساخرة "يعني فعلاً مو زابطة...أنت تفوت وأنا لأ" أقبله من خده وأعود إلى مقعدي.
- أجلس، إلى جانبي الصحفية ريما فليحان والفنانة لويز عبد الكريم والكاتب فؤاد حميرة والصحفية سعاد جرّوس، إلى جانبنا تجلس صحفية لا أعرفها، يتبين أنها غير مدعوة لاحقاً، تسمع حديثنا، لا يعجبها، فجأة (تنط) لتقول "أنا بيتي جنب جامع الحسن بالميدان، شوف عيني شفت المتظاهرين وهنن عميطلعوا رشاشات من قلب الجامع" يستفزّنا الموضوع، نبدأ بالرد، سعاد جرّوس تشير لنا أن ننهي الحديث لأنها تهدف إلى إحداث البلبلة، فنسكت.
-  أخرج لأكلّم لؤي حسين ببعض التفاصيل، تتقدم فتاة منّا وتتحدث إلى لؤي، وتستفزه بكلام وقح وغير مبرر، لؤي يسألها من أنت، تقول إنها صحفية، يطلب منها ابراز هويتها الصحفية فتصرخ الفتاة بأعلى صوتها وهي تبكي: (ضربني...ضربني...هلأ هلأ بدي الأمن...هلأ هلأ)، الجميع يستغرب الموقف، كنت واقفاً ورأيت كل شي، تحدث بلبلة في القاعة، الكاميرات تركض للمكان، لكن معن عبد السلام(أحد المنظمين) يدرك هدف هذه الفتاة، فيسرع ليغلق الأبواب ليمنع دخول الإعلام، ويتم أخذ لؤي حسين جانباً حتى لا يصطدم بها، الفتاة ما تزال تصرخ، إحداهنّ تأخذها جانباً وتطيّب خاطرها، في هذه اللحظة خرجت فسمعت أحدهم يقول للصحفيين المتأهبين  "عميضربوها...عميضربوها"
والكثير والكثير من هذه المشاهدات والمواقف التي حصلت ولا أستطيع نقلها لكم.

أخيراً، وبعد هذه الإطالة والشرح واللت الذي لم أكن أشأ الخوض فيه، دعونا الآن يا أخوتي نفتح عقولنا، فما حدث في مؤتمرنا ممتاز إن لم يكن على الصعيد الواقعي، فعلى الصعيد النفسي على الأقل، ثم إننا وجهنا صفعتنا التي نريد، وأكبر دليل سخرية الاعلام الرسمي وتشكيكه بنا بعد صدمته بالبيان، رغم انه كان (يدافع) عنا قبل يوم من ذلك، عليكم أن تقرؤوا ما بين السطور، وتدركوا أن ما يجري هو صراع إرادة، وأن العضلات تنفع في مكان وتخيب في آخر، العقل السياسي يجب ان يكون حاضراً، هذا ما أردنا فعله، هنا شعرنا أن دورنا يجب أن يكون.
بالنسبة لي ضميري مرتاح للغاية رغم كل ما قيل، وأظن أننا وضعنا لبنة لتشريع الحراك المعارض الداخلي الفعال، كنا نجتمع وأنتم في عيوننا، ولن أنسى دموع من بكى غبطة عندما عزف النشيد السوري، ولن أنسى كيف صرخ الجميع اعتراضاً على ورود كلمة احتجاجات في متن مسودة البيان فاستبدلوها بـ(انتفاضة)...لن أنسى كيف مرت الساعات الثماني تلك، والساعة الأخيرة التي بقي فيها الحضور واقفين متأهّبين ينتظرون اعداد مسودة البيان ولم يتملّص أو يغادر فيها أحد، لن أنسى كيف طالب أحدهم أن نخرج بمظاهرة بعد صدور البيان...سورية كانت موجودة في عيون كل منهم، عندما كانت تمر كلمة شهداء كنا نصمت خشوعاً، كنا ندافع عن ابن الشارع، ونستحي على جبننا أمام بطولته، أحدهم قال "صرماية متظاهر أهمّ منا كلنا" لم يستنكر أحدهم الموضوع...بل باركو الوصف عن قناعة وقالوا مؤكدين"اي والله"، كنا سعداء يا أصدقائي، ومؤمنون وما نزال بأن سورية ستكون أجمل، اعتقدنا أننا نجتمع من موقع قوة هذه المرة، ولم نخف كما دأبنا خلال السنوات الماضية....شكراً لأنكم منحتمونا القوة، ودعونا أخوتي نعمل للمرحلة القادمة.....في النهاية نحن منكم، وأنتم منا، استمروا فأنتم السبّاقون، ونحن من ورائكم نحمي ظهوركم...بهذه العقلية نحن ننظر إليكم، فانظروا إلينا بنفس الطريقة.....نرجوكم

Monday 27 June 2011

أهم مجريات الأحداث التي حصلت في مدينة برزة البلد في جمعة سقوط الشرعية 24-6-2011 إلى الآن:

1- تظاهر نحو 6000 متظاهر في برزة البلد في جمعة سقوط الشرعية :

2 - قسم أهالي برزة على مواصلة الثورة في جمعة سقوط الشرعية:

3- مواجهة وهجوم الأمن والشبيحة على المتظاهرين:

4 - اقتحام قوات الجيش والأمن لمدينة برزة وتمركزها أمام جامع السلام يوم الجمعة:

5- اعتداء رجال الأمن والشرطة والشبيحة على الممتلكات الخاصة ورمي نوافذ المنازل والسيارات بالاحجار في محاولة منهم لاتهام المتظاهرين بذلك في البلدة بعكس أكاذيب الاعلام السوري الذي عرض هذا المقطع.
ويبين فيه التخريب الي تم على مجمع خدمات برزة واتهامه بجماعات مسلحة من برزة بقيامهم الاعتداء كما يزعمون هم وعملو لقاءات مع شباب (لم تعرفهم برزة قط) على أنهم من برزة ليقولو بأن هذا التخريب قد تم من قبل جماعات مسلحة:

6 - وهذا المقطع يبين من يقوم باعمال التخريب والتكسير وقد تم إرساله إلى قناة الجزيرة و قامت ببثه لكي يشاهد العالم بأثرة مدى كذب الإعلام السوري:

7 - استشهاد الشاب خلدون حبشية والشاب عماد بوبس نتيجة إطلاق الرصاص عليهم من قبل قوات الجيش والأمن في يوم الجمعة وقد بينت التقارير الطبية وجود ضربات خنجر بالجبين وقد كان هنالك مساومات من قبل النظام مع أهاليهم لأن يخرجون في بمظاهرة مؤيدة ، وتم تشييع جثامينهم اليوم بعد صلاة العصر:

8- إصابة 24 جريح من المتظاهرين لدى إطلاق النار عليهم من قبل قوات الأمن والجيش ومن بينهم إصابة الشاب أحمد مندو إصابة خطيرة وهو مايزال في العناية المشددة:

9 _ تم تلويث شبكة المياه الرئيسية من قبل عناصر الجيش والأمن من الخزان الرئيسي لبلدة برزة

10 _ تم قطع جميع الاتصالات الارضية والجوال والانترنت عن برزة من فجر السبت وتم من قليل وصل الاتصالات الارضية ..

11- اقتحام قوات الجيش والأمن للبيوت وانتشارهم في مقبرة برزة البلد يوم السبت:

12 - استشهاد الشاب رياض الشايب الذي تم قتله يوم السبت في حارة الحمام بإطلاق نار مباشر من قبل الامن و سحب جثمانه الشريف أمام الناس و بعد ذلك قاموا بوضع مسدس بيده و قاموا بتصويره و نتوقع عرض ذلك على قنوات الاعلام السوري، وإلى الآن لم يتم تسليم جثته إالا بعد التوقيع على أنه قتل من قبل جماعات مسلحة

14- تم اعتقال ثلاثة نساء إثر مشادة كلامية بينهن وبين الأمن عندما قاموا باقتحام منازلهن ... حيث قال لهم الامن يوجد هنالك جماعات مسلحة وعلينا التفتيش فما أن ردّن عليهم النساء "أنتم المسلحون والإرهابيون الذين تقتلون الناس...ولا يوجد لدينا عصابات مسلحة كما تدعون" فما كان من الأمن إلى أن اعتقلهن ..

15- نزوح نصف أهالي برزة إلى البلدات المجاورة (كما وردني الخبر من برزة) جراء الارهاب والخوف الذي يخلقه الامن والشبيحة ..

16- إضراب عام يعم على كامل برزة حداداً لأرواح شهدائنا.

17- قيام قوات الأمن والشبيحة بعمليات تشويه في جدران وساحات البلدة وذلك بكتابة عبارات (مؤيدة ) في كل من ساحة البلدية وساحة جامع السلام.
ومن هذه العبارات:
- إما الأسد أو لا أحد
- الله سوريا بشار وبس
- أهالي برزة يحيون بشار الأسد
- الشعب يريد بشار الأسد
- عرعور اللوطي
- حفلة اللواطة للعرعور

*** عاشت سورية حرة آبية ***

((( منقول من صديق

Sunday 26 June 2011

أخبار الجزيرة: مئات السوريين يفرون إلى لبنان


قال ناشطون سوريون إنه سمع إطلاق نار الليلة الماضية في بلدة القصير بمحافظة حمص مما دفع المئات للفرار إلى لبنان، وذلك بالتزامن مع اقتحام دبابات وآليات الجيش السوري قرية الناجية بمحافظة إدلب قرب الحدود السورية التركية، فيما أعلن اليوم الأحد عن إغلاق السلطات التركية المعبر الحدودي إثر أنباء عن عبور بعض مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد إلى داخل تركيا.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إنه "سُمع إطلاق نار ليلا في بلدة القصير"، مضيفا أن مئات السكان هربوا على الفور إلى لبنان.

وإلى الشمال، قال عبد الرحمن إنه سُمع إطلاق نار خلال الليلة نفسها في عدة أحياء من مدينة حمص التي دخلها الجيش منذ عدة أيام.

وكان المرصد الذي يتخذ مقرا له في لندن قد أعلن أمس السبت عن مقتل مدنيين خلال تشييع جنازات في القصير برصاص قوات الأمن التي عززت وجودها في القصير منذ الجمعة، مشيرا إلى اعتقال عدة أشخاص أيضا.

إغلاق الحدود
وفي سياق متصل، أفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن وحدات من الجيش السوري تؤازرها دبابات وناقلات جند انتشرت السبت في قرية الناجية القريبة من الحدود التركية، حيث يتجمع آلاف اللاجئين على الطريق المؤدية من جسر الشغور (شمال غرب) إلى اللاذقية (غرب).

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد أن السلطات التركية أغلقت معبر الحدود التركية السورية لبضع ساعات، مضيفة أن الحدود شهدت عبور بعض الرجال المؤيدين لنظام الأسد، مما أوجب إغلاقه.

ونقلت الوكالة عن بعض اللاجئين السوريين في تركيا أن عددا من عناصر الأمن السورية حاولوا دخول مخيمات اللاجئين، لكن السلطات سارعت لإغلاق المعبر، مما أدى إلى ازدحام السيارات والشاحنات لساعات إلى أن أعيد فتحه.

وكانت الحدود السورية التركية شهدت حالة من الهدوء والترقب بعد أسبوع نزح خلاله الآلاف من السوريين. واستقبلت الأراضي التركية نحو 1500 لاجئ خلال اليومين الماضيين، فيما بلغ إجمالي عدد اللاجئين المسجلين في المخيمات نحو 11 ألفا وسبعمائة لاجئ.

احتجاجات
من جانب آخر، ذكر ناشطون على الإنترنت أن نحو ألفي طالب في المرحلة المتوسطة تظاهروا اليوم عقب انتهاء امتحاناتهم في مدينة البوكمال بالقرب من الحدود العراقية، وهتفوا لإسقاط النظام.

وكانت مظاهرات مسائية قد هتفت لإسقاط النظام الليلة الماضية في كل من دير الزور واللاذقية وحماة وحمص، وفي بلدة دوما والقابون وزملكا والقدم بريف دمشق، إضافة إلى أحياء الميدان وركن الدين في العاصمة دمشق، حسب ما أظهرته صور بثها ناشطون على الإنترنت.




Die Schlägertruppen des syrischen Regimes

DIE WELTAutor: Gabriela M. Keller
24.06.2011
http://www.welt.de/print/die_welt/politik/article13447630/Die-Schlaegertruppen-des-syrischen-Regimes.html?fb_ref=artikelende&fb_source=profile_oneline
Im Kampf gegen die Proteste stützt sich Baschar al-Assad auf eine geheimnisvolle Miliz. Vorbild sind die iranischen Revolutionswächter

Die Schabiha-Miliz überfiel ein Studentenwohnheim in Damaskus. Ein Opfer starb, 50 liegen im Krankenhaus.
Sie kamen spät in der Nacht, bewaffnet mit Kalaschnikows und Messern. Zu Dutzenden drangen sie in das Studentenwohnheim der Universität Damaskus ein. "Sie stürmten den Block, in dem die Jungs wohnen, und ebenso den Block der Mädchen gegenüber", erzählt Ziad, ein Student, der in einem benachbarten Gebäude lebt. "Sie schlugen alles in Stücke, was ihnen in den Weg kam: Türen, Fenster, Möbel und Computer. Sie warfen Lärmgranaten und Rauchbomben, ein Zimmer fing Feuer. Dann zerrten sie die Studenten aus ihren Zimmern und prügelten mit Stöcken auf sie ein." Wer die Angreifer waren? Geister, sagt Ziad, es waren Geister. Schabiha. Es ist ein Wort, das seit Monaten Angst und Schrecken in Syrien verbreitet.

Schabiha, so nennen die Einheimischen eine Miliz, die im Dienste des Regimes agiert. Der Geheimdienst hat den Angriff auf das Wohnheim offenbar nur beobachtet und überwacht. Die Ausführung überließen sie den Schabiha. Nach Informationen der Menschenrechtsorganisation Avaaz, die über ein Netzwerk von Kontakten in Syrien verfügt, wurden dabei 50 Studenten verletzt, einer soll aus einem Fenster im vierten Stock gestoßen worden sein. Mindestens einer starb, einer ist in kritischem Zustand, ein weiterer im Koma. Der Rest liegt mit gebrochenen Knochen und Verbrennungen im Krankenhaus.

Wie Präsident Baschar al-Assad zählen die Schabiha überwiegend zur alawitischen Minderheit. Die meisten stammen aus der Bergregion rund um die Küstenstadt Lattakia. Sie gelten als absolut loyal und empfangen ihre Befehle nach Einschätzung von Beobachtern direkt von Mitgliedern des Assad-Clans. Lange hatten die Syrer nichts mehr von ihnen gehört. Die Schabiha tauchten zuerst in den 70er-Jahren auf. Der ehemaliger Präsident Hafis al-Assad nutzte die Milizionäre als eine Art persönliche Vollstrecker. In den 90er-Jahren machten sie vor allem mit Schutzgelderpressungen in Lattakia von sich reden. Seit der Amtsübernahme seines Sohnes Baschar vor elf Jahren war es still um sie geworden. Viele Menschen nahmen daher an, das Regime habe die Miliz aufgelöst. Doch nun, seit dem Ausbruch der Proteste vor über drei Monaten, tauchen sie plötzlich überall wieder auf.

Ihr Auftreten erinnert an die Bassidsch im Iran, eine paramilitärische Einheit, die bei der Niederschlagung der Demonstrationen nach der umstrittenen Präsidentschaftswahl 2009 eine Schlüsselrolle spielte. Die Bassidsch waren auch an einem Angriff auf ein Studentenwohnheim in Teheran beteiligt, der deutliche Parallelen zu dem Vorfall in Damaskus aufzeigt. Seit Wochen häufen sich Hinweise, dass der Iran dem syrischen Regime im Kampf gegen die Protestbewegung Hilfestellung leistet. Deshalb hat die EU ihre gerade gegen Syrien beschlossenen Sanktionen auch auf iranische Funktionäre ausgedehnt. Auch andere arabische Diktatoren, so Husni Mubarak in Ägypten und Muammar al-Gaddafi in Libyen, haben sich während der Unruhen auf die Dienste privater Schlägertrupps gestützt.

"Die Schabiha sind eine Todesschwadron, eine Einheit, die keinem Gesetz verpflichtet ist", sagt der syrische Menschenrechtler Wissam Tarif. "Sie rücken immer dort ein, wo die Demonstrationen sich ausweiten, und terrorisieren die Menschen." Der Überfall auf das Wohnheim folgte auf einen Protest am Nachmittag: Mehrere Hundert Studenten hatten gegen die Festnahme einiger Kommilitoninnen demonstriert. "Es handelte sich ganz klar um eine Strafaktion", meint Tarif. Seit Kurzem verdichten sich die Hinweise, dass die Schabiha immer vehementer auftreten. Am Dienstag sollen sie in Lattakia sogar eigene Checkpoints errichtet haben. Aktivisten fürchten, dass die Miliz zunehmend auf eigene Faust agiert.

Die Schabiha sind eine undurchsichtige Truppe, um die sich viele Gerüchte ranken. Experten zufolge kontrollieren sie einen Teil des Hafens von Lattakia. Auch an Schmuggel und Drogenhandel sollen sie beteiligt sein. Außerdem berichten Anwohner der Protesthochburgen seit Monaten, dass Schabiha ihre Häuser plündern. "Sie wissen, dass das Regime ihnen grünes Licht gegeben hat, zu tun, was sie wollen", sagt Wissam Tarif. Im Internet sind Videos zu sehen, die zeigen, wie schwarz gekleidete Männer durch die Straßen der Städte ziehen. Sie schlagen mit Knüppeln gegen Plastikschilde und rufen: "Unsere Seelen und unser Blut geben wir für dich, oh Baschar."

Sie tragen keine Uniformen, dennoch sind sie leicht zu erkennen, sagt Ali, ein junger Demonstrant aus einer Kleinstadt in der Grenzregion nahe Damaskus. "Wir kennen diese Burschen gut, da sie früher von hier aus den Waffenschmuggel aus dem Libanon organisierten. Jetzt strömen jeden Freitag, wenn Proteste anstehen, Hunderte von ihnen in unsere Stadt. Sie sind groß und breit wie Tiere und tragen das Gesicht von Baschar al-Assad auf ihre Arme tätowiert."

Sobald sich die Oppositionellen sammeln, beziehen die Scharfschützen der Schabiha Position auf den Dächern. Andere von ihnen greifen sich einzelne Demonstranten heraus und schlagen sie zusammen. "Manchmal wimmelt es hier von Schabiha", sagt Ali. "Ich habe keine Ahnung, wo die alle herkommen."

Location:Germany

Blutiger Konflikt „Gespenster“ des Regimes treiben Syriens Armee an

17.06.2011 10:56 Uhr
Im Kampf gegen seine politischen Gegner verlässt sich der Clan von Syriens Präsident Assad auf den Geheimdienst und Einheiten der Armee, die sein Bruder Maher befehligt. Begleitet werden die Soldaten bei ihren Strafexpeditionen von einer furchterregenden Miliz des Regimes.
„Was hat der Assad-Clan nur aus unserer schönen Heimat gemacht? Ein Land, in dem es nur fünf staatliche Universitäten gibt, aber dafür 17 verschiedene Sicherheitsdienste“, seufzt ein syrischer Exil-Oppositioneller. Der 43-Jährige, dessen Vater Syrien 1980 verlassen musste, weil er zu einem Zweig der Baath-Partei gehörte, der mit dem damaligen Präsidenten Hafis al-Assad verfeindet war, kümmert sich in der türkischen Grenzprovinz Hatay um Flüchtlinge aus Syrien. Unter ihnen sind auch desertierte Soldaten, die Einblick geben in die Strategie, mit denen das Regime die Protestbewegung terrorisiert.

Sie sagen, an den Strafexpeditionen seien ausschließlich Soldaten der von Maher al-Assad, einem Bruder des Präsidenten, befehligten Sondereinheiten, Geheimdienstleute in Zivil und die Trupps der sogenannten Schabiha-Miliz beteiligt. Diese Miliz rekrutiert ihre jungen Mitglieder vor allem unter den Angehörigen der alawitischen Minderheit, zu der die Familie von Präsident Baschar al-Assad gehört. Eine besonders unrühmliche Rolle soll auch der Chef des Geheimdienstes, General Ali Mamluk, spielen, einer der wenigen Sunniten unter den führenden Funktionäre des Sicherheitsapparates.

Präsident Assad und seine Gefolgsleute nehmen sich nach Aussage der geflohenen Soldaten hintereinander Stadt für Stadt und Dorf für Dorf vor. Denn nach Einschätzung der Opposition finden sie nicht genügend loyale Soldaten und Parteimilizionäre, um die Demonstranten gleichzeitig in mehreren Provinzen anzugreifen. Erst war die Stadt Daraa dran, die bislang eigentlich als Hochburg der regierenden Baath-Partei galt. Inzwischen stehen die Panzer in mehreren Dörfern der Provinz Idlib.

Ein Offizier, der in der Türkei Zuflucht gesucht hat, erzählte diese Woche einem der syrischen Helfer im Grenzgebiet: „Zuerst schickt man immer die Armee in die Stadt, um die Wasser- und Stromversorgung zu kappen. Die Soldaten müssen wild in die Luft schießen, um alle Menschen von den Straßen zu vertreiben. Dann werden umliegende Felder angezündet. Doch die Armee tötet nicht“, sagt er.

„Wenn es dunkel wird, dann kommt der Geheimdienst, der Listen mit Namen und Adressen dabei hat“, schildert der Offizier weiter. „Sie gehen in die Häuser - ob sie die Verdächtigen festnehmen oder töten, das kann ich nicht sagen. Ich weiß nur, dass jeder Soldat, der den Befehl verweigert und nicht rechtzeitig abhaut, von den Schabiha enthauptet wird.“ Dieser Bericht deckt sich auch mit Angaben geflohener Zivilisten, deren Angst vor der Schabiha-Miliz noch größer ist, als vor ihre Angst vor den Militärs.

Der Name der Miliz bedeutet Geist

Die genaue Anzahl der Schabiha ist nicht bekannt. Der Gruppe werden auch kriminelle Machenschaften im Bereich Schutzgelderpressung, Schmuggel und Drogenhandel nachgesagt. Der Name der Miliz leitet sich nach Auskunft von Dissidenten von dem arabischen Wort für „Geist“ ab. Angeblich erhielt die paramilitärische Gruppe diesen Namen, weil ihre Mitglieder meist schwarze Kleidung trugen und schwarze Autos benutzten.

Keine Beweise gibt es bislang für Hinweise von Augenzeugen und Oppositionellen, die behaupten, der syrische Geheimdienst werde bei der Gewalt gegen die Regimegegner auch von Angehörigen der iranischen Revolutionsgarden und der libanesischen Schiiten-Miliz Hisbollah unterstützt. Denkbar wäre dies aber schon. Schließlich sollen an der Niederschlagung der Unruhen im Iran 2009 auch einige Libanesen und Syrer beteiligt gewesen sein.

dpa

‭BBC Arabic‬ - ‮عرض الصحف‬ - ‮الصنداي تايمز: مسلَّحون إسلاميون في مواجهة النظام السوري ودعوات سعودية للجهاد‬

ي تحوُّل مفاجئ يؤشِّر على مقاربة جديدة لوسائل الإعلام الغربية للاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ أكثر من 100 يوم، تنشر صحيفة الصنداي تايمز البريطانية على صفحتها الأولى في عددها الصادر اليوم تحقيقا مصوَّرا لمراسلتها في العاصمة السورية دمشق، هاله جابر، جاء بعنوان "المسلحون الإسلاميون يدخلون في معركة مواجهة مع النظام السوري"، ويتحدث عن "سلسلة من الهجمات التي شنَّها متطرفون على القوات الأمنية في سورية".

أمََّا الرسالة التي تبعث بها تلك الهجمات، حسب الصحيفة، فهي "إثارة المخاوف من اندلاع حركة إسلامية مسلََّحة ضد الرئيس السوري بشار الأسد"، والذي دأبت غالبية وسائل الإعلام العربية والعالمية على اتهامه بممارسة العنف لقمع مظاهرات الاحتجاج ضدَّ نظامه.

يقول تقرير الصنداي تايمز: "لقد أطلق مسلََّحون مدجَّجون بالسلاح النار في أربع بلدات على الأقل انتقاما لمقتل المتظاهرين السلميين على أيدي القوات الأمنية التابعة للأسد."

ويذكر التقرير أن "أربعة رجال شرطة قُتلوا في هجوم واحد شنَّه مسلَّحون على ثكناتهم في بلدة معرَّة النعمان الواقعة شمال غرب البلاد، مستخدمين فيه الرشاشات ومنصَّات إطلاق الصواريخ."

وتضيف الصحيفة أن الانعطافة الجديدة في تطورات الأحداث في سورية جاءت بعد مضي ثلاثة أشهر من "القمع العنيف للمتظاهرين الذين يطالبون بمزيد من الحريات والديمقراطية".
تجربة شخصيَّة

وعلى الرغم من تركيزها على تأكيدات شخصيات المعارضة على أن "معظم المتظاهرين غير مسلَّحين، ولا صلة لهم بالجماعات الإسلامية"، إلاَّ أنَّ المراسلة تروي لنا تجربة شخصيَّة تقول إنها عايشتها على أرض الواقع خلال تواجدها في سورية، إذ تقول: "لقد رأيت الأسبوع الماضي مسلَّحين ملتحين وسط المتظاهرين حيث كانوا يستفزُّون الجنود في بلدة معرََّة النعمان".

وتلفت الصحيفة أيضا إلى أن "رجال دين متطرِّفين في السعودية دعوا إلى الجهاد ضد النظام السوري، فهنالك ثمَّة إشارات متزايدة على أن هنالك أسلحة تُهرَّب إلى داخل البلاد من العراق ولبنان وتركيا

وعلى كامل صفحتها التاسعة والعشرين، تنشر الصحيفة أيضا نصَّ التقرير المصوَّر الذي جاء بعنوان "نيران المتطرِّفين تشعل سورية"، وتقول فيه: "لقد جرى اختراق المظاهرات المؤيِّدة للديمقراطية من قبل الجهاديين المسلَّحين الذين يستفزُّون الجيش للدخول بمعارك بالأسلحة الفتاكة".

بداية تروي لنا المراسلة كيف أن المتظاهرين بدأوا بالاحتشاد في الميدان الرئيسي في معرَّة النعمان، واستمر الأمر على ذلك النحو حتى بلغ عدد المشاركين في الحشد حوالي خمسة آلاف متظاهر، "إلاَّ أن رجالا يحملون معهم مسدَّسات انضموا إلى المتظاهرين".

وتضيف: "في البداية كان وجوه العشائر هم من يقودون المظاهرة ظانِّين أن أولئك الرجال إنَّما جاؤوا ببساطة مستعدين للدفاع عن أنفسهم في حال حدث إطلاق نار".

وتردف المراسلة قائلة: "لقد رأوا المزيد من الأسلحة: بنادق ومنصَّات إطلاق صواريخ يشغِّلها رجال بلحى كثيفة ويستقلون سياراتهم، وقد حمَّلوا الأسلحة على متن عربات نقل خفيفة (بيك أب) لا تحمل لوحات تسجيل عندئذ علموا (أي وجوه العشائر) أن المشاكل باتت تنتظرهم".
صحفيون أجانب

تقول المراسلة إنها وصلت إلى العاصمة السورية دمشق يوم الثلاثاء الماضي، حيث كانت أوَّل صحفية غربية تدخل سورية بمعرفة السلطات الرسمية السورية منذ بدء الاحتجاجات في الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي.

وتضيف: "لقد وعدني كبار المسؤولين أنه بإمكاني التحرُّك وإرسال تقاريري بحريَّة. ولكي أختبر مثل تلك الوعود، تحدَّثت فعلا إلى شخصيات من المعارضة وإلى نشطاء، بالإضافة إلى أعضاء في الحكومة".

وتردف قائلة: "لقد وجدت بلدا يتحلَّى شعبها النابض بالحياة بتصميم متزايد على ضمان إجراء التغيير، وبدا أن قادتهم غير متأكدين من كيفية الاستجابة لمطالبهم".
مسيرة تأييد للأسد

وترفق الصحيفة التحقيق بصور أربع: متظاهر يرشق دبابة بالحجارة، وآخرون يحملون زميلهم المصاب ويهرعون لإسعافه بعيدا، ومجموعة أخرى من المحتجين الذين تبدو عليهم علامات التحدِّي الواضح للسلطة، وأخيرا الرئيس الأسد وعقيلته أسماء، وقد راحا يلوِّحان بيديهما ويبتسمان، وتحت الصورة تعليق يقول: "مصمِّم على البقاء في السلطة".

صحيفة الأوبزرفر هي الأخرى تتناول اليوم الوضع السوري، فتعنون تقريرا لمراسلها في اسطنبول، مارتن تشولوف: "سورية تعزِّز حدودها مع تصاعد الغضب في تركيا".

وفي التفاصيل نقرأ كيف أن المراقبين ينظرون إلى نشر دمشق لجيشها في المناطق الحدودية مع جارتها الشمالية تركيا إنَّما يُعدُُّ بمثابة "تحذير" لأنقرة التي سعت مؤخرا لحمل القيادة السورية على إجراء إصلاحات شاملة والتوقُّف عن قمع المتظاهرين.

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين في كل من أنقرة وبيروت قولهم إنهم يعتقدون أن السوريين، وعلى الرغم من هدفهم المُعلن بأن نشر الجيش على الحدود مع تركيا يرمي إلى ملاحقة المسلحين، إلاَّ أن مثل تلك الخطوة التصعيدية "تحمل في طيَّاتها رسالة تحذير مبطَّنة إلى تركيا".
"لا تصدِّقوا"

وفي موضوع ذي صلة، وإن كان يرصد الأوضاع في المنطقة من باب "الربيع العربي" الواسع، نطالع في الإندبندنت تحليلا إخباريا مطوَّلا لباتريك كوبيرن يقدم من خلاله رؤية ناقدة فاحصة لتعامل وسائل الإعلام العربية والأجنبية مع الثورات والاحتجاجات التي شهدتها وتشهدها دول المنطقة.

وعلى الرغم من أن المقال جاء بعنوان "لا تصدِّقوا كل شيء ترونه وتقرأونه عن القذافي"، إلاَّ أن الكاتب يعرِّج أيضا على ما تشهده دول المنطقة الأخرى من أحداث يرصد انعكاساتها وأساليب معالجة وسائل الإعلام المختلفة لها.
القذافي

انتشرت مؤخرا أنباء غير مؤكدة عن ممارسات قوات القذافي حيال المدنيين.

يقول الكاتب: "خلال الأشهر الأولى من الربيع العربي، نال الصحفيون الأجانب شرفا مستحقّا لإثارتهم للانتفاضات الشعبية العربية في وجوه طغاة المنطقة المستبدِّين، والترويج لتلك الاحتجاجات."

ويرى أن رد حكَّام دول المنطقة على أولئك الصحفيين الأجانب "المحرِّضين" جاء سريعا، وذلك عبر حرمان ممثلي وسائل الإعلام من كافة التسهيلات التي كانت ممنوحة لهم، لا بل أن بعض بلدان المنطقة ضيَّقت عليهم ومنعتهم من دخول أراضيها لرصد ما يجري فيها من أحداث.

أمَّا بشأن نتيجة ذلك المنع، فيقول كوبيرن: "أصبحت التغطية الصحفية للأحداث في سورية واليمن، وإلى درجة أقل البحرين، تغطية عن بعد، وذلك بالاعتماد على اللقطات التي تسجِّلها كاميرات الهواتف المحمولة للمظاهرات وأعمال الشغب، وهي تسجيلات لا يمكن التأكُُّد من صحتها ومن دقتها."

ويدلِّل الكاتب على عدم الدقة والمصداقية التي تطبع أحيانا هذا النوع من التغطية الصحفية عن بعد لأحداث هامة بما حصل معه في طهران في وقت سابق من العام الجاري حيث تجوَّل في المدينة ولم يلحظ خروج أي مظاهرات فيها في ذلك اليوم.

ويضيف: "لذلك، فقد ذُهلت عندما وجدت على موقع يوتيوب تسجيل فيديو مثير يعود تاريخه ليوم 27 فبراير/شباط، وتظهر فيه مظاهرة اتَّسمت بأعمال عنف."

ومردُّ ذهول المراسل ذاك لم يكن "المظاهرة المفاجئة"، بل "لأنني لاحظت أن المتظاهرين في الفيديو كانوا يرتدون قمصانا فقط، وذلك على الرغم من أن الطقس في طهران كان ماطرا ووصلت درجات الحرارة في المدينة إلى الصفر. كما أنَّ الرجال الذين شاهدتهم في الشوارع كانوا يرتدون سترات."

ويعتقد المراسل أن أحدهم أخذ لقطات فيديو يعود تاريخها لصيف عام 2009، وذلك عندما شهدت طهران أعمال شغب مطوَّلة. بعدها، عاد وأرَّخها بتاريخ جديد، وكأنَّها مظاهرات وقعت للتوِّ."

ويرى كوبيرن أن مثل هكذا تزييف وإعادة تصنيع الأشرطة والمعلومات جرى ويجري في بلدان عدة في المنطقة كمصر واليمن وسورية، وتحديدا ليبيا، حيث تبيَّن صعوبة إضفاء أي مصداقية تُذكر على الكثير من تلك المواد، التي اعُتبرت حقيقية وأصلية في البداية.
"ضعف المصداقية"
وليد المعلِّم، وزير الخارجية السوري

بعثث سورية مؤخرا برسائل تحذير إلى تركيا.

ويدلِّل الكاتب على ضعف مصداقية مثل تلك المعلومات التي تتناقلها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام على أنه "حقائق" بما واجه منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، والتي لم تتمكن من إيجاد أدلِّة على صحة العديد من تلك الأنباء.

ويقول: "على سبيل المثال، هم لم يتمكَّنوا من تقديم شهود ذوي مصداقية لإثبات وقوع جرائم اغتصاب جماعي قيل إن (العقيد الليبي معمَّر) القذافي كان قد أمر بارتكابها."

ويختم بقوله: "كما أن المرتزقة الأجانب، والذين من المُفترض أن يكون القذافي قد جنَّدهم، عُرضوا على الصحافة على أنَّهم مُرتزقة بالفعل. لكن، أُفرج عنهم في وقت لاحق عندما تبيَّن أنهم لم يكونوا سوى عمَّالا لا يحملون وثائق، وقد جاؤوا من وسط وغرب أفريقيا للعمل في ليبيا."

وعن الشأن السعودي، نقرأ في الأوبزرفر تحقيقا مصوَّرا لجاسون بيرك جاء على صفحة كاملة، ويتحدث عن وضع العمَّال الأجانب في السعودية، وتحديدا الخدم منهم، وما يعانونه على أيدي مخدوميهم.

يقول التحقيق: "يحوِّل العمَّال الأجانب في السعودية 27 مليار دولار أمريكي إلى أوطانهم كل عام. لكن البعض منهم يدفع الثمن غاليا نتيجة الانتهاكات الجسدية والذهنية التي يتعرضون لها."

‭BBC Arabic‬ - ‮عرض الصحف‬ - ‮الصنداي تايمز: مسلَّحون إسلاميون في مواجهة النظام السوري ودعوات سعودية للجهاد‬

AP News: Activist: Syria kills 2 protesting after funerals

AP News: Activist: Syria kills 2 protesting after funerals

BEIRUT (AP) - Syrian forces opened fire at funerals for slain political protesters, a human rights activist said Sunday, leaving two more people dead as Syria tries to subdue weeks of demonstrations against President Bashar Assad.

The two were killed Saturday in al-Kaswa, a suburb of the Syrian capital, Damascus, said Rami Abdul-Rahman, the London-based director of the Syrian Observatory for Human Rights. Security forces opened fire when the funerals turned into protests, he said.

Syrian activists say 20 people were killed in Friday demonstrations across Syria, including two children aged 12 and 13.

Most of the Friday deaths occurred in Barzeh and al-Kaswa. Footage posted online by activists showed dozens of people in a Saturday funeral procession for three of the dead in al-Kaswa, shouting "Allahu Akbar!" or "God is great!" and "Bashar, get out!"

Abdul-Rahman says one person was also killed Saturday in Damascus' Barzeh neighborhood and two were killed in the village of al-Quseir.

The opposition says some 1,400 people have been killed in recent months as the government has cracked down on the movement demanding an end to four decades of autocratic Assad family rule. Hundreds of Syrians, some with gunshot wounds, crossed into neighboring Lebanon late last week fleeing the crackdown.

The new arrivals joined thousands of other Syrians who fled to Lebanon in May and early June.

The military's recent sweep through northwestern Syria, where armed resistance flared in early June, also has sent more than 11,700 refugees fleeing across the border to refugee camps in Turkey.

″طبقة″ الفرص الضائعة في سوريا

ترددت قبل أن أكتب هذه الأسطر حتى لا أصيب من سيقرؤني بإحباط فوق الإحباط الذي يشعر به بعضنا نحن المثقفين الآن، مع تردد وفقدان للجرأة في اتخاذ موقف واضح تجاه الأحداث الجسام التي يمر بها بلدنا الحبيب، لكن أيضا لعدم التأكد من أن ما جرى ويجري هو فرصة أخرى في سلسلة الفرص الضائعة من تاريخنا الطويل، فربما لم تفت الفرصة الحالية بعد أو تشارف على نهايتها.
أنا لست محللا أو كاتبا سياسيا، بل باحثا اقتصاديا، لكن ما شجعني على قبول التحدي، هو ما قرأته مؤخرا من نقد لتصرف بعض المثقفين والفنانين السوريين الذين حزموا أمرهم ومالئوا النظام، إما اقتناعا أو رياء كعادة مثقفي السلطة ومشايخها في هذه البلاد. قال من انتقد الفنانين، إنه في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة، كل من وقف، ويقف، ضد المطالب العادلة بالديمقراطية والحرية والعدالة للشعوب هو الخاسر، فلسنا أمام موضوعات جدلية أو خلافية، نحن أمام قيم إنسانية أساسية من يتنكر لها فلا قيمة لفنه أو أدبه أو ثقافته.
بشكل عام، ينقسم السوريون في ولاءاتهم إلى ثلاث فئات. فئة أولى من الناس تدعم انتفاضة الشارع بحماس كبير بسبب يأسهم وما يشعرون به من إحباط تجاه الواقع اليومي، والحياتي، والمصيري المعاش في البلد. وفئة ثانية تدعم النظام بسبب استفادتها المباشرة منه خصوصاً المقربين منهم من رأس هرم السلطة المتمثل بالأجهزة الأمنية، وأمراء عسكر الحلقة، والحكام، وكبار موظفي الدولة، لكن أيضا كبار رجال الأعمال الذين استفادوا مما دعي بالانفتاح الاقتصادي، ودخلوا في شراكة مع أفراد من السلطة نفسها. أما الفئة الثالثة، فتتألف ممن يمالئ النظام، من شريحة التجار التقليديين، وأصحاب المصالح والمهن، وأكثر المثقفين، أي معظم ″الطبقة″ الوسطى التي تنظر برعب كيف تستحيل المدن السورية إلى مجمعات عسكرية لأول مرة في تاريخ سوريا الحديث، وترى في المظاهرات مقدمة لحرب أهلية أو سيناريو ليبي آخر سيؤدي حتما باعتقادهم إلى تدخل خارجي طالما شكل الهاجس الأكبر لدى أبناء الشعب السوري. يزكي هذا التوجس الأخير النظام نفسه الذي جعل منه شماعة لكسب تأييد هذه الفئة في نهاية الأمر.
هنا تدلي خولة دنيا (هكذا ورد اسمها على صفحات الإنترنت) بدلوها في وصف الأحداث قائلة أن لا أمل يرجى من المثقفين. وتختتم خولة صفحتها قائلة لهؤلاء المثقفين الذين أثاروا يأسها: ″كيف تبررون وقوفكم مع نظام اعتقل طائفة بأكملها لمصالحه وللدفاع عن هذه المصالح، بحجة دفاع الأقليات عن وجودها؟ كيف تبرروا وقوفكم للدفاع عن النظام الأمني الذي قمعكم لعشرات السنين، ويريد اليوم الاحتماء بطهارتكم بوجه الشعب؟ أسئلة كثيرة لا أجد لها جواباً سوى: إنه السقوط الأخلاقي للمثقف السوري المعارض في معادلة الثورة الحقيقية وهو ما أراه وجهاً آخر للخوف من مجريات ثورة ما فتئتم تطالبون بحدوثها وتنصلتم منها حين قامت″. ربما بالغت خولة هنا بعض الشيء عندما اتهمت المثقفين بالدفاع عن الجهاز الأمني الذي قمعهم طوال ما مضى من سنين. لكن، ذلك لا يغير كثيرا من حقيقة ما قالته.
وتتراوح اجتهادات هؤلاء المثقفين الذين أثاروا يأس خولة، بين موقف أدونيس من السلطة الذي وجه مؤخرا رسالة إلى الرئيس يعتقد فيها جازما أن الإصلاح يمكن أن يتم عن طريق النظام، مرورا بموقف الصديق ميشيل كيلو الذي وضع شروطا للحوار حول الإصلاح مع النظام نفسه للخروج معا من الأزمة، لاعتقاده أن لا سبيل آخر لتجنيب سوريا وشعبها كارثة محققة. بمعنى آخر، يأس خولة بمحله من أن ترى في وقت قريب، بعضا من كبار مثقفي بلدها يتقدم صفوف المتظاهرين كاشفا عن صدره، وملوحا بعلم الثورة كصاحبة تلك الصورة الشهيرة أيام الثورة الفرنسية التي أشارت إليها خولة في صفحتها.
خولة تبدي يأسها وفي مخيلتها صورة مثقفي الطبقة الوسطى الفرنسية أمثال ميرابو، ودانتون، وروبيسبيير، ومفكريها العظام أمثال فولتير وروسو، الذين أسسوا وقادوا تلك الثورة على الاستبداد، قبل أن تنكفئ هذه الثورة مرحليا بأيدي عسكر نابوليون الذين استبدلوا استبدادا باستبداد أمرّ وأدهى من سابقه، لأنه جاء متخفيا وملتحفا بشعارات الثورة نفسها في الحرية، والمساواة، والإخاء، ليلتف عليها وعلى عشرات الآلاف ممن ضحوا بحياتهم من أجلها.
لا تكمن مشكلتنا فقط في من لا يتقدم الصفوف من المثقفين. هذا لا يكفي لتفسير غياب جموع غفيرة من المنتفضين في كل من دمشق وحلب، بينما نرى الانتفاضة تبدأ في البلدات، والمدن الصغيرة، والوسطى منها القريبة أكثر من غيرها إلى الريف السوري، لتقمع على أيدي أبناء الريف نفسه من الذين اعتقلهم النظام للدفاع عن مصالحه، حسب تعبير خولة، موهما إياهم من أن استمرار وجوده هو حماية لهم ولحياتهم. أنا لا أريد أن أخوض كثيرا الآن في تحليل تاريخي، واجتماعي ديموغرافي يستغرق صفحات وصفحات، لسنا الآن بصدده لتسارع الأحداث، لكن يجب إتمامه في يوم من الأيام.
هناك تفسير أولي لذلك، لكنه لا يكفي لتفسير هذه الظاهرة بكل جوانبها. العنصر الأول، هو أن الحاضرتين الكبيرتين، خاصة دمشق، لم تعودا تتمتعان بنسيج سكاني متجانس كما في السابق يسمح بحراك اجتماعي أسهل، نتيجة التغييرات الاجتماعية الكبيرة التي طرأت عليهما منذ الاستقلال وحتى الآن، من هجرة مكثفة للريف إليهما، إما للبحث عن لقمة العيش فيهما نظرا لخطأ السياسة الإنمائية المتبعة التي تركزت على توفير فرص العمل فيهما على حساب باقي البلد، أو للعمل في أجهزة الدولة المركزية، أمنية كانت أو عسكرية، فدمشق نفسها تقع في عمق الجبهة مع العدو، وتكاد أن تكون مدينة حدودية. هذا يفسر مثلا، كيف أنه باستطاعة النظام إلقاء عشرات الآلاف من موظفين، وأمنيين، وغيرهم من أبناء "الطبقة" الوسطى وصغار الكسبة، ونقلهم من أحيائهم أو أماكن عملهم إلى أماكن التجمع الواسعة في ساحات المدينة الرئيسية باستخدام وسائط النقل العامة، بينما يحرم من ذلك المنتفضين الذين لا يملكون سوى الانطلاق من الجوامع ليتظاهروا في الأزقة والحارات متخفين تحت جنح الظلام، أو في ضواحي المدينة المترامية حيث أحزمة الفقر، ليعانوا من بطش السلطة والتنكيل بهم، وإطلاق الرصاص عليهم.
أما العنصر الثاني، فهي التركيبة الاجتماعية نفسها في مدينة كدمشق. دمشق بلا روح، بلا طبقة وسطى، بالمعنى الدقيق للكلمة. لم تنشأ لدينا طبقات اجتماعية متماسكة كما هي الحال مثلا في أوروبا، بل شرائح اجتماعية ضعيفة البنيان. في أوروبا، هي الطبقة الوسطى التي أنشأت عصر التنوير فيها، وأحدثت الثورة الصناعية، منها كان المخترعون، والشعراء، والكتاب، والمفكرون، الذين قادوا الثورات الاجتماعية هناك، حتى تلك التي حدثت باسم العمال والفلاحين. هناك أيضا حدثت هجرات واسعة من الأرياف إلى المدن، لكنها لم تريّف المدن كما حدث عندنا، أو تعيق من تقدمها بوتيرة أسرع. هناك حدث العكس. جاءت الهجرات الريفية فوجدت أمامها بنيانا مدينيا مكتملا قام بهضمهم: مجتمع مديني متين ومتمايز طبقيا، كانت هناك طبقة النبلاء، والطبقة البرجوازية وشريحتها العليا المتحالفة مع النظام الملكي، وتلك الشريحة الوسطى منها التي انحازت إلى جانب طبقة العمال والفلاحين، مشكلة قاطرة الحراك الاجتماعي والتقدم في كل المجالات. لكن بالمقابل، إذا كانت هي التي حققت الوحدتين الألمانية والإيطالية، فهي أيضا من أوقد نار الحربين العالميتين، وهي من قاد الحروب الاستعمارية في القرنين الأخيرين.
أما عندنا، فلم تكن "الطبقة" الوسطى المدينية هي من أسس دولة الحداثة منذ قدوم البعث. بل العكس صحيح. النظام البعثي هو الذي أوجد، أو كان في أساس نشوء الشرائح الاجتماعية المختلفة التي نشاهدها اليوم، سلبا أم إيجابا. لم تكن هذه الظاهرة شيئا مستجدا في تاريخنا، لكن لا مجال الآن للتوقف عندها كثيرا.
أكتفي هنا بالقول، من أن مختلف الشرائح الاجتماعية الجديدة العاملة في المجالات، اقتصادية كانت أو ثقافية، أو غير ذلك، نشأت إلى حد كبير نتيجة السياسات التي أسس لها النظام. إضافة إلى ذلك، جملة التحولات الاجتماعية الكبيرة التي شاهدتها البلاد منذ تسعينات القرن الماضي التي تمثلت ب"انفتاح مجتمعي" على الآخر، بهدف تجاوز المناطقية الضيقة، لتكوين مجتمع سوري يتمحور حول نظام يحابي من يشاء، ويكافئ، ويعاقب من يشاء من رعاياه، مستخدما بمهارة كل الوسائل المتاحة له لتكييف علاقاته بباقي البلد، كما يشتهي لها أن تكون.
هكذا نشأت مثلا "البورجوازية" السورية الحالية التي تضم شرائح اجتماعية عدة، تنعم بحوافز مادية توفرها لها سلطة تحسن "توزيع موارد" الخزينة على حلفائها في المجتمع أكثر منه على إدارة ناجعة للقطاعات المنتجة في الاقتصاد الوطني لخير كل الشعب.
خلاصة القول، هذا يفسر بعض ما يجري أو لا يجري في دمشق وحلب كما كانت تشتهي له خولة أن يكون. لا يشكل ذلك بالطبع عذرا لأمثالي من شيوخ المثقفين. ومع أني أكبر سنا من ميشيل كيلو الذي عانى قهرا، وتهجيرا، وسجنا، لكني لم أتقاعس قط عن النزول إلى الشارع خلال حياتي، داخل وخارج سوريا، بصحبة زوجتي والآن بدونها بعد أن توفيت مؤخرا. كنت من الموقعين على بيان التسعة والتسعين، ومن بين من تظاهروا أمام السفارة الليبية قبل أشهر ثلاثة، لكني عاهدت نفسي يومها، وكان جدار الخوف لم يكسر بعد، أن لا أنزل مجددا إلى الشارع إلا بصحبة مئة ألف من الشباب، وإلا فلا. والآن، بعد أن انتقل الكلام إلى لغة الدبابات والدماء، فإن التفكير بمجرد تغيير سلوك النظام ليس ناجعا، والطلب منه أو انتظاره أن يقوم بنفسه بتقويض أسس دولته الأمنية لصالح دولة القانون، هو كمن يطلب من النظام أن ينحر نفسه بنفسه، ودعوته للحوار مع معارضيه ومسدسه موجه إلى صدغهم، لن يؤدي إلا لدوام الظلم، والقهر، وغياب الحرية التي سفك الشباب دماءهم لأجلها.
ما الحل إذن؟ أخشى أن أردد هنا ما قاله أحدهم، والألم يعصرني، ليس هناك سوى الدماء والدموع. لكن، عندها تكون سوريا التي نحبها كلنا قد اتشحت بالسواد.

د. علي الصالح، باحث اقتصادي.